Ислам и человеческая цивилизация
الإسلام والحضارة الإنسانية
Жанры
وإذا أمكن أن يتكرر العلم بحقيقة الحقائق على السواء وعلى هذا المثال، فماذا بقي للنفوس والضمائر من الفارق بينها وبين الآلات الصماء في تعليق الصور وإدراك المعرفة واجتهاد الضمائر والعقول؟
إن إيمانا كهذا لا تختلف خصائصه عن خصائص الأجسام المادية التي لا معنى فيها لعقيدة من العقائد ولا لاتفاق أو اختلاف على هذا الدين أو ذاك.
ونكتفي بما تقدم لتقرير الفكرة التي أردنا أن نقررها بهذا المقال، ومجمل الرأي فيها أن الشك في براهين الإلحاد أيسر أمام العقل من براهين الشك في الإيمان.
فهاتان حجتان من أشيع الحجج التي نسمعها من المتشككين اعتراضا على الدين: حجة الألم في الدنيا، وحجة الاستدلال على وجود الله برؤية العيان، نوازن بينهما وبين ما يقابلهما، فلا نطلب من المعترضين أن يذهبوا بعيدا في التفكير إذا وقفوا عند القول بأن العالم كما يريده المعترضون أصعب تصورا وأشد ظلما للمخلوقات من العالم كما يتصوره المتدينون المؤمنون بوجود الله على غاية ما ينتهي إليه تصور العقل البشري من الحكمة والقدرة.
ونحن أوثق ما نكون يقينا بأن سائر البراهين التي تخطر للمعترضين تجري هذا المجرى، وتنتهي عند القياس إلى مثل هذه النهاية، وكلها كافية للاقتناع بأن براهين الشك والإلحاد أظهر خطأ من براهين اليقين والإيمان.
الفصل الرابع
هذه هي الأغلال1
المسلمون في حاجة إلى جرعات قوية من قبيل هذه الجرعات التي ناولهم إياها صاحب الفضيلة الأستاذ عبد الله علي القصيمي في كتابه «هذه هي الغلال»؛ لأن الذين يحجمون عن مساعي الحياة اعتقادا منهم بتحريمها إنما يخرجهم في هذا الوهم عاملان ضروريان، وهما عظة الحوادث وعظة المرشدين، وأحق الناس بإسداء هذه العظة إليهم من يصححون لهم الوهم بإسناد من الكتاب والسنة النبوية، ومن يرشدونهم لأنهم متدينون يفهمون الدين على وجهه المستقيم، لا لأنهم ينكرون الأديان، فلا يلتقون بهم في أصل من أصولهم التي يتقبلون منها الحجة والدليل.
والكتاب بحق كما وصفه مؤلفه الفاضل «ثورة في فهم العقل والدين والحياة»؛ لأنه يهجم على سلطان غشوم هو سلطان الجهل، ومعقل حصين هو معقل العادة، وجحفل مجر هو جحفل الغوغاء وأشباه الغوغاء. فيرفع السيف والمعول بغير رهبة ولا هوادة، ويعتمد سيفا واحدا ومعولا واحدا في هذه الثورة الجريئة، وهما سيف اليقين ومعول البرهان.
فهو يشن الغارة الشعواء على من يقدسون البلاهة، ويوجبون على الناس الكسل باسم الاتكال على الله، ويحرمون تعليم المرأة وتدريبها على فرائض الأمومة والرعاية الاجتماعية، ويوهنون ثقة الإنسان بنفسه، وينكرون الحكمة القديمة والعلم الحديث، ويزعمون أن الزمن يتأخر ولا يرجى فيه من أبناء اليوم والغد رجاء يضيفونه إلى تراث السلف ومآثر المتقدمين.
Неизвестная страница