Ислам и арабская цивилизация
الإسلام والحضارة العربية
Жанры
وكانت أديانهم متشعبة، بحسب البلاد التي يجاورونها والأرض التي ينتجعونها، وهم في أديانهم
11
على صنفين: الحمس
12
والحلة، فأما الحمس: فقريش كلها، وأما الحلة: فخزاعة لنزولها مكة ومجاورتها قريشا، وكانوا يشددون على أنفسهم في دينهم، فإذا نسكوا لم يسلئوا سمنا، ولا يجزون شعرا ولا ظفرا، ولا يمسون النساء ولا الطيب، ولا يأكلون لحما، أما الحلة فكانوا على العكس من ذلك، ينعمون بالطيبات كلها لا يبالون ما صنعوا، ثم دخل قوم في دين اليهود وفارقوا هذا الدين، ودخل آخرون في النصرانية، وتزندق منهم قوم فقالوا بالثنوية . وزعم اليعقوبي أن اليمن تهودت بأسرها، وتهود قوم من الأوس والخزرج، بعد خروجهم من اليمن لمجاورتهم خيبر وقريظة والنضير، وتهود قوم من بني الحارث بن كعب وقوم من غسان وقوم من جذام، «وكان بنجران بقايا من أهل دين عيسى على الإنجيل أهل فضل واستقامة.» وكان من العرب من يميل إلى الصابئة ويعتقد في أنواء المنازل اعتقاد المنجمين في السيارات، حتى لا يتحرك إلا بنوء من الأنواء، ويقول: مطرنا بنوء كذا، ومنهم من أنكر الخالق والبعث وقالوا: وما يهلكنا إلا الدهر، وهم الدهريون، وقال بعضهم: كانت المجوسية في تميم، والزندقة في قريش، أخذوها من الحيرة، ويقول ابن الأثير:
13
إن ديار تميم كانت تجاور بلاد الفرس وهم تحت أيديهم، والمجوسية في الفرس، على أن العرب قبل الإسلام كان كثير منهم قد تنصر، كتغلب وبعض شيبان وغسان، وكان منهم من صار مجوسيا وهم قليل، وأما اليهودية فكانت باليمن، وكان من العرب صنف اعترفوا بالخالق وأنكروا البعث، وصنف عبدوا الأصنام، وأصنامهم مختصة بالقبائل، ومنهم من يعبد الجن، ومنهم من يعبد الملائكة وكانوا يحجون البيت ويعتمرون ويحرمون ويطوفون ويسعون
14
ويقفون المواقف كلها ويرمون الحجارة. وللعرب أصنام؛
15
Неизвестная страница