Ислам и арабская цивилизация
الإسلام والحضارة العربية
Жанры
وقال جان مليا:
15 «من الواجب أن يطرح بعد الآن ما ادعاه في القرآن بعض المتفلسفين من الفرنسيس، فالقرآن تجب تلاوته بتؤدة وليس فيه ما يتهمه به الأعداء من أنه ملقن التعصب، والإسلام دين سماوي، وهو دين حب وعاطفة وشرف، وأكثر الأديان تساهلا.»
يقول لبون
16
خلال كلامه على أن وحدة الإسلام الخلقية واحدة من أساسها؛ لأن الإسلام قام على كتاب واحد وهو القرآن: «إن هذا الكتاب قانون ديني وسياسي واجتماعي، وأحكامه نافذة منذ عشرة قرون.» قال: «ولقد انحلت بالتدريج السلطات السياسية الإسلامية من عهد المملكة العربية إلى دولة الأتراك الحديثة، وبقدر ما كان يتراجع سلطانها على البلاد كانت تفتح أرواحا ونفوسا ... إن سذاجة الدين الإسلامي وإيمان المؤمنين به، قد أورثاه قوة، فهو يكتفي بقول لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، قام بالدعوة إلى هذه الحقيقة، والمسلمون إخوة؛ لأنهم يعبدون إلها واحدا وشريعتهم واحدة، يبغضون ما يبغضون، ويحبون ما يحبون، ويجمع الحج كل سنة في مكة جماعات المؤمنين من كل صقع ولغة، وعلى ما عرف به الشرع الإسلامي من الصلابة، قد أخذ يسير على قاعدة النشوء والارتقاء، وبعبارة أخرى على الأسلوب الأوربي، وإذا كره العلماء فتح باب الاجتهاد، فإنهم يعدلون الأحكام القرآنية في المسائل المهمة، وقد تم الإصلاح بمصر في هذا المعنى.» ا.ه.
وقال أيضا: «إنه بفضل تجار من المسلمين يدخل في إفريقية ألوف من الوثنيين في الإسلام حتى ليكاد هذا الدين يمدنهم، وإن المسلم حيث يمر يترك أثرا من دينه، وإن من الممالك ما لم يطأه المسلمون فاتحين فوطئها أناس منهم متجرين، مثل بعض أنحاء الصين وإفريقية الوسطى وروسيا، والمسلمون في هذه الأقطار التي نزلها تجارهم أصبحوا يعدون بالملايين.» وقال نقلا عن دوفال: «إن الفتيشية
17
وعبادة الأصنام تزول من الأرض بفضل الإسلام، وكذلك الضحايا البشرية وأكل لحوم البشر، وبالإسلام تقدست حقوق النساء، وإن كان ذلك إلى حد أدنى بكثير من الحق المطلق، وزواج ثنتين قد هذب من حواشيه، وخفف من انتشاره، وتوطدت روابط الأسرة وأصبح العبد عضوا فيها، وأخذت الزكاة تطهر الأخلاق العامة وترقيها، والشعور بالعدل والإحسان يتخلل القلوب، وأنشأ سادة الشعوب يعرفون أن عليهم واجبات مثل ما على رعاياهم، واستقام المجتمع على أسس ثابتة، فإذا كان هناك كثير من سوء الاستعمال كما هو الحال عند غيرهم، فإن على العدل الإلهي عقابهم، والرجاء في حياة مستقبلة سعيدة هنيئة يرى منه تعزية كل من خانهم الدهر وظلمتهم الأيام، هذه بعض الحسنات التي تنتشر في كل مكان ينتشر فيه الإسلام في وسط المجتمعات المتمدنة.»
وقال: «إن قليلا من الأمم فاقوا العرب في المدنية، وما عهد شعب نجح مثله هذا النجاح الباهر، في مثل هذه الحقبة الصغيرة من الدهر، وقد أنشأوا في باب الأديان دينا من أعظم الأديان التي حكمت العالم، وكان تأثيره ولا يزال شديدا؛ وأقاموا في باب السياسة مملكة من أعظم الممالك التي عرفها التاريخ، ومن حيث التأثير العلمي والأخلاقي مدنت العرب أوروبا، وقد قل في العناصر من بلغ مبلغهم، كما قل في العناصر من نزل إلى درجتهم في السقوط.»
وقال فاليري: «فرضت الأديان على من يدينون بها معتقدات ثقيلة يصعب القيام بأعبائها؛ لبعدها عن مدى الأفهام، على حين كان الإسلام عجيبا في سهولته، صريحا في فروضه، وهذا كان سببا آخر في سرعة انتشاره بين الشعوب التي اضطربت أخلاقها كل الاضطراب، بما أصابها من الشك المضني بعقائدها الدينية، وهذا أيضا كان ولا يزال السبب في انتشاره المتوصل بين الأمم المتوحشة في آسيا وإفريقية لنفوذه إلى أرواحهم، دون الحاجة إلى التطويل في شرحه والتلطف في الدعاية له.» ا.ه.
Неизвестная страница