Ислам и арабская цивилизация
الإسلام والحضارة العربية
Жанры
من أرادوا الحط من قدر الرسول قائلا لهم: «لقد أصبح من أكبر العار على كل فرد ممدن في هذا العصر أن يصغي إلى ما يظن من أن دين الإسلام كذب، وأن محمدا خداع مزور، وآن لنا أن نحارب ما يشاع من مثل هذه الأقوال السخيفة المخجلة، فإن الرسالة التي أداها ذلك الرسول ما زالت السراج المنير مدة اثني عشر قرنا لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم الله الذي خلقنا، أكان أحدكم يظن أن هذه الرسالة التي عاش بها ومات عليها هذه الملايين الفائتة الحصر والإحصاء أكذوبة وخدعة؟ أما أنا فلا أستطيع أن أرى هذا الرأي أبدا، فلو أن الكذب والغش يروجان عند خلق الله هذا الرواج، ويصادفان منهم ذلك التصديق والقبول، فما الناس إلا بله ومجانين، وما الحياة إلا سخف وعبث وأضلولة، كان الأولى بها أن لا تخلق.» وما نظن أكبر محب للرسول يقول فيه وفي دعوته عن طريق المنطق أحسن من هذا.
وقال تولستوي الحكيم الروسي: «ومما لا ريب فيه أن النبي محمدا كان من عظام الرجال المصلحين الذين خدموا المجتمع الإنساني خدمة جليلة، ويكفيه فخرا أنه هدى أمته برمتها إلى نور الحق، وجعلها تجنح للسكينة والسلام وتؤثر عيشة الزهد، ومنعها من سفك الدماء وتقديم الضحايا البشرية، وفتح لها طريق الرقي والمدنية، وهو عمل عظيم لا يقوم به إلا شخص أوتي قوة، ورجل مثل هذا جدير بالاحترام والإكرام.»
وقال وليم موير في كتابه «سيرة محمد»: «امتاز محمد بوضوح كلامه ويسر دينه، وقد أتم من الأعمال ما يدهش العقول، ولم يعهد التاريخ مصلحا أيقظ النفوس وأحيا الأخلاق ورفع شأن الفضيلة، في زمن قصير كما فعل محمد.» ويؤخذ مما قاله لين بول: «أن محمدا كان يتصف بكثير من الصفات الحميدة كاللطف والشجاعة ومكارم الأخلاق، حتى إن الإنسان لا يستطيع أن يحكم عليه دون أن يتأثر بما تتركه هذه الصفات في نفسه من أثر، ودون أن يكون هذا الحكم صادرا عن غير ميل أو هوى، كيف لا، وقد احتمل محمد عداء أهله وعشيرته أعواما، فلم يهن له عزم، ولا ضعفت له قوة، وبلغ من نبله أنه لم يكن في حياته البادئ بسحب يده من يد مصافحه، حتى ولو كان المصافح طفلا، وأنه لم يمر بجماعة يوما، رجالا كانوا أو أطفالا، دون أن يقرئهم السلام، وعلى شفتيه ابتسامة حلوة، وفي فيه نغمة جميلة كانت تكفي وحدها لتسحر سامعها، وتجذب القلوب إلى صاحبها جذبا.» ومما قاله أيضا: «إن كثيرا من كتاب التراجم والسير من الأوروبيين الذين تناولوا الكلام على سيرة محمد لم يتعففوا عن أن يشوهوا هذه السيرة بما أدخلوه عليها من افتراءات وادعاءات، كاتهامهم إياه بالقسوة وارتكاب الموبقات والانهماك في الشهوات، وأنه كان دجالا دعيا وطاغية متعطشا لسفك الدماء.»
وعلل مونتيه
3
طعن بعض الغربيين على الرسول بقوله: «كثيرا ما حكمت عليه الأحكام القاسية، وما ذلك إلا لأنه ندر بين المصلحين من عرفت حياتهم بالتفصيل مثله، وإن ما قام به من إصلاح الأخلاق وتطهير المجتمع، يمكن أن يعد به من أعظم المحسنين للإنسانية.» وقال: «ولا مجال للشك في إخلاص الرسول وحماسته الدينية التي تشبعت بها نفسه وفكره، فدعا إلى إصلاحه بعواطفه.» وقالت كاتبة إيطالية:
4 «لقد عمد علماء المشرقيات مثل موير وسبرنجير قديما، وجولدصهير ونولدكه وكايتاني وغيرهم حديثا، إلى استعمال أساليب في النقد خالفوا فيها علماء المسلمين كل المخالفة، فتوصلوا إلى الاعتراف بأمانة محمد، وأثبتوا بصراحة تختلف درجتها أنه كان، ولا مراء، يصدر عن وحي، اختلفوا في تأويله لما حاولوا بيانه على صور شتى لا يتأتى قبولها حتى في رأي ناقد غير مسلم.»
وما أبدع ما قاله صديقنا خليل مطران في الرسول:
بدا وللشرك أشياع توطده
في كل مسرح باد كل توطيد
Неизвестная страница