Ислам Вопросы и Ответы
موقع الإسلام سؤال وجواب
Жанры
التبرك بماء قيل إنه فيه شعرة للنبي ﷺ
[السُّؤَالُ]
ـ[لقد حضرت محاضرة في الأردن وقد كان الموضوع عن المسجد الأقصى ونصرة الدين وقد كانت المحاضِرة قد أحضرت لنا ماء مغموس بشعرة الحبيب محمد ﷺ، وهذه الشعرة موجودة في مسجد الجزار في عكا في فلسطين. وقد وضع الماء داخل قارورة ثم خلطوها بخزان الماء حتى يستفيد منه أكبر عدد من النسوة وقد أخذت الماء مثلهن..والسؤال هل يجوز التبرك بهذا الماء بهدف الشفاء وأخذ البركة أفتونا جزاك الله كل خير مع العلم أن الماء ما زال عندي ولم أستخدمه بعد.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
اتفق العلماء على جواز التبرك بآثار الرسول ﷺ، من شعر وعرق وغيره؛ لقيام الأدلة على ذلك، فَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ لَمَّا رَمَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الْجَمْرَةَ وَنَحَرَ نُسُكَهُ وَحَلَقَ نَاوَلَ الْحَالِقَ شِقَّهُ الْأَيْمَنَ فَحَلَقَهُ ثُمَّ دَعَا أَبَا طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيَّ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ ثُمَّ نَاوَلَهُ الشِّقَّ الْأَيْسَرَ فَقَالَ احْلِقْ فَحَلَقَهُ فَأَعْطَاهُ أَبَا طَلْحَةَ فَقَالَ اقْسِمْهُ بَيْنَ النَّاسِ) رواه مسلم (١٣٠٥) .
وعَنْ أَنَسٍ أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ كَانَتْ تَبْسُطُ لِلنَّبِيِّ ﷺ نِطَعًا فَيَقِيلُ عِنْدَهَا عَلَى ذَلِكَ النِّطَعِ، فَإِذَا نَامَ النَّبِيُّ ﷺ أَخَذَتْ مِنْ عَرَقِهِ وَشَعَرِهِ فَجَمَعَتْهُ فِي قَارُورَةٍ ثُمَّ جَمَعَتْهُ فِي سُكٍّ. قَالَ [القائل هو ثمامة بن عبد الله بن أنس]: فَلَمَّا حَضَرَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ الْوَفَاةُ أَوْصَى إِلَيَّ أَنْ يُجْعَلَ فِي حَنُوطِهِ مِنْ ذَلِكَ السُّكِّ قَالَ فَجُعِلَ فِي حَنُوطِهِ. رواه البخاري (٦٢٨١)
والنطع: بساط من جلد.
والسُّك: نوع من الطيب يركب من المسك وغيره.
فهذا وغيره يدل على أن ذات الرسول ﷺ وما انفصل عنها من شعر وعرق ونحوه قد جعل الله فيه من البركة ما يتبرك بها ويرجى بسببها الفائدة في الدنيا والآخرة، والواهب لهذا الخير هو الله ﵎.
لكن الزعم الآن بأن هذا من شعر النبي ﷺ أو آثاره، زعم لا يسنده دليل. وعامة ما يقال في هذا الباب هو نوع من الدجل والخرافة، كقولهم: إن هذه شعرة للنبي ﷺ لأنها إذا وضعت تحت الشمس لم يكن لها ظل!! ومثل هذا الكلام لا ينبغي أن يلتفت إليه.
قال الشيخ الألباني ﵀: " ونحن نعلم أن آثاره ﷺ من ثياب أو شعر أو فضلات، قد فقدت، وليس بإمكان أحد إثبات وجود شيء منها على وجه القطع واليقين " التوسل ص ١٤٧
وعليه فلا يجوز التبرك بالماء المسئول عنه، حتى يعلم جزما أن ما وضع فيه هو من شعر النبي ﷺ، ولا سبيل لإثبات ذلك. وينبغي الحذر من أهل الدجل والخرافة، ومروجي البدع، كما ينبغي تلقي العلم والدعوة على يد المعروفين بالسنة الذابين عنها والناشرين لها، وليتأمل العاقل كيف يتحول الحديث عن نصرة الدين إلى تعليق الناس بالأمور غير الثابتة! وكان الأجدى بالمحاضِرة أن تدعو الناس إلى تعلم السنة والتمسك بها؛ لأن ذلك من أسباب النصر.
رزقنا الله وإياكم حسن الاتباع.
والله أعلم.
[الْمَصْدَرُ]
الإسلام سؤال وجواب
1 / 33