160

الإسلام أصوله ومبادئه

الإسلام أصوله ومبادئه

Издатель

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٢١هـ

Место издания

المملكة العربية السعودية

Жанры

(١) بل هذا الكون يحب من وافقه في استسلامه لله، ويكره من خالفه، والكافر هو النشاز في هذا الخلق حيث نصب نفسه معارضا لربه مظاهرا عليه، ولذا حق للسماوات والأرض وسائر المخلوقات أن تبغضه وتبغض كفره وإلحاده، قال تعالى: ﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا - لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا - تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا - أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا - وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا - إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا﴾ [مريم: ٨٨ - ٩٣] (٢) وقال سبحانه عن فرعون وجنده: ﴿فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ﴾ [الدخان: ٢٩] (٣) . ٤ - أنه يعيش جاهلا: إذ الكفر هو الجهل، بل هو أعظم الجهل؛ لأن الكافر يجهل ربه، يشاهد هذا الكون الذي خلقه ربه فأبدعه، ويرى من نفسه عظيم الصنعة، وجليل الخلقة، ثم يجهل من خلق هذا الكون، ومن ركب نفسه، أليس هذا أعظم الجهل؟؟ ٥ - أن يعيش ظالما لنفسه، ظالما لمن حوله: لأنه سخر نفسه لغير ما خلقت له، ولم يعبد ربه، بل عبد غيره،

(١) سورة فصلت، الآية: ١١. (٢) سورة مريم، الآيات: ٨٨ - ٩٣. (٣) سورة الدخان، الآية: ٢٩.

2 / 162