Ислам в двадцатом веке: его настоящее и будущее
الإسلام في القرن العشرين: حاضره ومستقبله
Жанры
فأصبح نجما في الهداية عاليا
وكم من جهول أسود اللون خلقة
كساه لباس العلم أبيض صافيا
ولا تبيح السنوسية الغلو في تقديس المشايخ الأحياء أو الأموات، ولا تأذن لأتباعها أن يذكروا ميتا عند قبره بغير الدعاء له والترحم عليه، ولكنها لا تمنع اللياذ بالمقامات للعظة والتبرك، وشرعتها في ذلك أنها نشأت حيث كانت مقامات المرابطين من عهد الأندلس فأرادت أن تجددها، ولا تشعر أهل الصحراء بالتقحم عليها.
وكان الشيخ السنوسي - بخلاف الغالب على مشايخ الطرق - خبيرا بأحوال السياسة العالمية، فوقر في ذهنه أن النابلطان، أي الإيطاليين، مغيرون لا محالة على برقة في يوم قريب، فأوغل بمقامه إلى واحة الكفرة على طريق السودان؛ ليشرف من ثم على تعليم أهل الصحراء جنوبا وشمالا وشرقا وغربا، ويهيئ في جوف الصحراء ملاذا لمن تقصيهم غارات المستعمرين عن السواحل ومدن الحضارة.
وتوفى الشيخ سنة 1859 فدفن بالجغبوب حيث بنى مزاره الكبير، وخلفه على إمامة الطريقة ابن أخيه السيد أحمد الشريف.
وقد كان أثر الطريقة السنوسية في المغرب والسودان والصحراء الكبرى أثرا صالحا في جملته، وشهدنا ما لأبناء الشيخ وعشيرته من السلطان الروحي بين أهل البادية في رحلتنا الانتخابية يوم كنا نرشح للنيابة عن الصحراء، فرأينا من هذا السلطان ما لم تبلغه القوة ومخافة السطوة، وحدث مرة أن واحدا من أصحابنا ألقى على جمع من البدو إلى جوار بيت السيد السنوسي بمرسى مطروح أكوابا من الورق المقوى لشرب الماء، فتهافتوا عليها، وتعذر على الجند أن يفضوهم بالحسنى، فما هو إلا أن نهض السيد إبراهيم، وناداهم إلى قراءة الفاتحة حتى تركوا ما هم فيه جميعا، وقاموا يتبعونه في تلاوتها، ثم أومأ إليهم فانصرفوا بسلام.
ويرى العارفون بالصحراء أن هذا السلطان الروحي ينبسط إلى جوفها الأقصى، ويهدي أبناءها مع حسن التعهد والقوامة إلى سبيل الصلاح والتعمير.
طرائق أخرى
وقد عاصرت الوهابية والسنوسية حركات كبيرة أكثرها من قبيل الطرائق و«الأخوات» التي تنشر الزوايا والخلوات في البوادي الشاسعة كالصحراء الغربية وما يليها، ومنها طرائق تضارع في كثرة أتباعها الوهابية والسنوسية، ولكنها نمط آخر من الحركات الإسلامية التي لا ترتبط بحوادث القرن التاسع عشر أو القرن العشرين خاصة، ويصح أن تظهر قبل ثلاثة قرون أو أربعة كما يصح أن تظهر بعد العصر الحاضر في بيئاتها التي تلائمها فليست هي من قبيل رد الفعل للعوارض السياسية أو الاجتماعية التي أصابت الدول الإسلامية في القرون الأخيرة؛ لأن أمثالها من حركات الاعتكاف قد ظهر قبل ستمائة سنة، وشعاره الغالب عليه «دع الخلق للخالق» بخلاف الحركات الأخرى التي تتصدى لشئون السياسة بالتأييد أو بمقاومة تهيئ العدة للمستقبل في هذا الميدان.
Неизвестная страница