Ислам в Хабаше

Юсуф Ахмад d. 1361 AH
81

Ислам в Хабаше

الإسلام في الحبشة: وثائق صحيحة قيمة عن أحوال المسلمين في مملكة إثيوبيا من شروق شمس الإسلام إلى هذه الأيام

Жанры

على أن المقاصد الشريفة العادلة، وهو جدير بمثلها، قد لا تتم إلا في «أديس أبابا» مركز الحكومة، ويصعب جدا أن تثمر أي فائدة في غيرها من الأقاليم؛ إذ من الصعب محاولة تنفيذ عقلية الشعب الحبشي بمجرد الأمر، أو أن يقبل أي حبشي مسيحي أن يتنازل من عليائه إلى المساواة بينه وبين المسلم، الذي هو في نظره أحد عبيده.

وقد علمنا من مصادر يوثق بها أن كل رأس من رءوس الحبشة له التصرف المطلق في أحكامه على أهالي إقليمه، وليس للإمبراطور عليه في إدارة شئونها شيء من السيطرة، لا قليل ولا كثير، ولا تربطه بإمبراطوره إلا دعوة الحرب ودفع القدر المعلوم من المال.

والذي استنتجه من حال الحكومة الحبشية المسيحية مع رعاياها المسلمين، أن الأحباش الذين تعودوا أن يعيشوا على كد كواهل سواهم، يخافون من المسلمين الذين يماثلونهم عددا ويفوقونهم ذكاء ونشاطا، إذا تمت بينهم وبينهم المساواة في الحرية والمعاملة، لا يمضي زمن طويل حتى يتفوق العنصر الإسلامي من جميع مرافقه، ويتلاشى الشعب الحبشي الأصلي بين يديه ويصبح محكوما في كل شيء، بعد أن يكون هو الحاكم المسيطر.

وهذا الرأي يسود الأمة الحبشية من قديم، ومحال أن ينزع من عقيدتها.

على أن التاريخ أوضح لنا بأجلى المظاهر، أن هذه الحكومة قد عجزت الأجيال التي مرت عليها، عن أن تجعلها في الدرجة التي يستحقها سكان هذه البلاد الخصبة من الرقي والعمران ، ولكن لنا من الآمال العظيمة التي يشاركنا فيها جميع مسلمي العالم في حكمة جلالة الإمبراطور الحالي وحسن رأيه، أن يرد للمسلمين كل حقوقهم وأن يقابل جميلهم، وقد هبوا لمساعدته بالأرواح والأموال في هذه الأزمة الضروس بما يستحقون من الرعاية والعطف، والله يجزي الشاكرين.

واجب اللجنة العامة للدفاع عن «القضية الحبشية» نحو الإسلام

مما يجب علينا أن نستبشر به، ونعده واسطة ذات أثر مفيد في تحسين حال المسلمين في الحبشة، هذه اللجنة المباركة التي قامت في مصر للدفاع عن «القضية الحبشية»، وعلى رأسها الأمير الجليل فخر الأسرة المحمدية العلوية، صاحب السمو «عمر طوسون باشا»، ويمده برعايتها صاحب الغبطة «الأنبا يؤنس» بطريرك الأقباط الأرثوذكس المصلح القدير، وصاحب العزة الدكتور «عبد الحميد سعيد» رئيس جمعية الشبان المسلمين بمصر ونائب اللجنة، ومن معهم من كبار الأمة المصرية - مسلمين وأقباط - أن تجعل مهمتها بعد ذهاب هذه المحنة المدلهمة، إقناع جلالة الإمبراطور «هيلاسلاسي» بان مصر القائمة على عنصري المسلمين والأقباط تتمنى من صميم أفئدة أبنائها - حكومة وشعبا - في أن يمد للمسلمين في الحبشة يد المعونة والمساعدة في ترقية شئونهم، ويحافظ على تنفيذ شعائرهم الدينية كما تقتضيها شريعتهم الغراء، ويسوي بينهم بالعدل أمام القانون، ويسهل لهم كل سبيل يرون لهم فيها مصلحة نافعة، وأن يتخذ من رجالهم «الأكفاء» لحكومته كما يتخذ من الأحباش المسيحيين، وأن يساعد جمعياتهم العلمية والدينية، ويحميها من عبث الجاهلين.

بذلك يكون قابل جميل اللجنة بمثله، بل وبأحسن منه.

الخاتمة

تم بحمد الله وحسن توفيقه هذا الكتاب الذي أوضحت فيه حال الإسلام في «المملكة الحبشية»، وكيف يعيش المسلمون هناك.

Неизвестная страница