Ислах Галат

Ибн Кутайба d. 276 AH
73

Ислах Галат

إصلاح غلط أبي عبيد في غريب الحديث

Исследователь

عبد الله الجبوري

Издатель

دار الغرب الإسلامي

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م

Место издания

بيروت - لبنان

Жанры

بحَسب الذّنوب كقوله: "الذين يأكلون الرِّبا لا يقومون إلَّا كما يقوم الذي يتخبّطَه الشّيطان من المَسّ" (١). يريد: ان الرّبا الذي أكلوه رَبَا في بطونهم فأثْقلهم، فهم يقومون ويسقطون كما يصيب مَنْ يتخبَّطه الشَّيطان (٢). وكقول رسول الله ﷺ: (٣) "رأيْتُ ليلة أُسْرِيَ بي قومًا تُقْرَضُ شِفاهُهم، كلّما قُرِضَت وَفَتْ (٤)، فقال لي جبريل: هؤلاء خُطَباء أُمّتك الذين يقولون ما لا يفعلون. لأنَّهم قالوا بأَفْواههم فعُوقِبُوا فيها". ومثْل هذا كثير. والأجْذَمُ (٥) ههنا، المجذوم. يقال: رجُلٌ أجذم، وقوم جَذْمى، مثل أحمق وحمقى، وأنْوَك وَنَوْكى، إلَّا أنْ يكون رُوِيَ في حديث آخر، "إنَّه يُحْشَر أقْطَع اليد". أو ما يُدلّ على ذلك. فيقع التَّسليم منا، وإنَّما سُمّيَ مَنْ به هذا الدّاء، أجْذَم. لأنَّه يقطع أصابع يده وشقص خلْقَه. والجَذْمُ: (٦) القَطْع. وكلُّ شيء قطعْتَه فقد جَذَمْته، وجذَذْتَه. ولهذا قيل لمقطوع اليد أَجْذَم، كما قيل له أَقْطَع. وهذا أشْبَه بالعقوبة. لأنَّ القرآن كان يدفع عن جِسْمه كلّه العَاهة، ويحفظُ صِحّتَهُ وزينته، فلمّا نَسِيَه فارَقَه ذلك، فنالَتْه الآفة في جميعه، ولا داء أشْمَل للبدن من الجذام ولا أَفْسَد للخِلْقَة. * * *

(١) سورة البقرة، الآية ٢٧٥. وينظر: اللسان (ج/ ذ/ م). (٢) ينظر: النهاية ١/ ١٧٨. (٣) النهاية ٥/ ٢١١، والفائق ٤/ ٧٤، واللسان (و/ ف/ ي). (٤) وفت: تمت وطالت. (٥) ينظر: الغريبين ١/ ٣٣٦، والزاهر ٢/ ٣٠١ - ٣٠٢. (٦) غريب أبي عبيد ٣/ ٤٨. واللسان، والنهاية والفائق.

1 / 80