Иштикак
كتاب معرفة اشتقاق أسماء نطق بها القرآن وجاءت بها السنن والأخبار وتأويل ألفاظ مستعملة
Жанры
السلك : خيط اللؤلؤ ، يعني انقطع باللؤلؤ ، فانحدرت ، فشبه دموعه بذلك ، فكأن المسلم هو المنقطع إلى الله ، وهو الإسلام المحمود 0 والإيمان على وجهين : محمود ومذموم ، فالمذموم إيمان الذين آمنوا بالله ورسوله ، ودخلوا على جملة أهل الشريعة ، وجهلوا علم الدين ، وإقامة التوحيد ، فآمنوا على الجملة ، وأشركوا من حيث لا يعلمون ، قال الله تعالى : [وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ] (¬1) ، وقال النبي عليه السلام : ( الشرك في أمتي أخفى من دبيب النمل على الصفا ) (¬2) ، وأما الإيمان المحمود فهو الإيمان بالله ورسله ، وكتبه وملائكته ، والقرآن ، وجميع ما جاء به محمد عليه السلام ، وقبوله مع إخلاص التوحيد ، ونفي الشرك بالله ، وقد قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجل مؤمن ، فقال : إن لكل حق حقيقة ، فما حقيقة إيمانك بعلم ومعرفة ، والإيمان أصله من الأمان ، فكأن المؤمن إذا صدق بما جاء / محمد عليه 57 ب السلام ، وأقر به تورع عن أموال المؤمنين ودمائهم ، فأمنوه ، فهو مشتق من الأمان ، والمؤمن المحمود المصدق للذي قد آمن من كان على مثل إيمانه ، وصدق بما وعد الله المؤمنين ، فأمن من عذاب الله ، فكان الأمان بينه وبين الله ، والإيمان بينه وبين المؤمنين ، وقد قال لرسول الله رجل : إني مؤمن ، فقال :( إن لكل حق حقيقة ، فما حقيقة إيمانك ؟) (¬3) 0
الدين : وهو في كلام العرب ينصرف على معان : أولها الطاعة ، يقال : هو في دين فلان ، أي في طاعته ، وقال أبو عبيدة في قوله تعالى : [ولا يدينون دين الحق] (¬1) مجازه ولا يطيعون الله طاعة حق ، وكل من أطاع ملكا ، فقد دان له ، وقيل : فلان على دين الإسلام ، يعني أنه مقيم على ما أمر به محمد عليه السلام من الأمر ، والنهي ، والحلال ، والحرام ، والحدود ، والأحكام ، ثابت على الملة ألتي أقامها عليه السلام طاعة له ، فإذا قلت مضافا ، فإنما تضيفه إلى الملة التي يضاف إليها ، وإذا قلت معرفا بالألف واللام ، فقلت : الدين ، فإنما تعني به الدين الصحيح الحق / قال الله تعالى : [إن الدين عند الله الإسلام] (¬2) والدين في وجه آخر العادة 58أ والدأب ، قال الشاعر : " من الوافر "
Страница 140