Иштикак
كتاب معرفة اشتقاق أسماء نطق بها القرآن وجاءت بها السنن والأخبار وتأويل ألفاظ مستعملة
Жанры
ويقال للسماء والأرض وما بينهما : عالم على الجملة ، ثم يفصل ، فيقال للإنس عالم ، وللجن عالم ، وللملائكة عالم ، وللطير عالم ، وللبهائم عالم ، ولكل ما خلقه من حيوان وموات وشجر ونبات لكل جنس منها عالم ، وأصل العالم جنس يشتمل على جماعة ، ثم يتنوع الجنس ، يقال للعرب عالم ، وللعجم عالم ، ثم يقسم العرب إلى القبائل ، فيقول : مضر عالم ، وربيعة عالم ، فعلى هذا الباب كله ، وقياسه ، وقال بعض الحكماء من المتقدمين : العوالم ثلاثة : عالم علوي ، وعالم وسط ، وعالم سفلي ، فالعالم العلوي عالم العقل ، والعالم الأوسط الفلك وما فيه ، والعالم السفلي ما دون الفلك إلى مركز الأرض 0 الأقاليم والجزائر : يقال : إن الأرض سبعة أقاليم ، واثنتا عشرة (¬1) جزيرة ، وواحد الأقاليم إقليم ، وواحد الجزائر جزيرة ، والإقليم مشتق من القلم، والقلم في كلام العرب السهم والقسم والنصيب ، فكأن قولهم سبعة / أقاليم ، أي سبعة 43 ب أقسام ، فإقليم إفعيل من القلم ، والجزيرة مأخوذ من جزر يجزر إذا قطع ، والجزار مأخوذ من ذلك ؛ لأنه يقطع اللحم ، ويجزره ، ويفصله ، والجزور مشتق منه لأنه ينحر ، ثم يفصل ويقطع ، والمد والجزر الذي بالبصرة سمي بذلك ؛ لأن الماء يرتفع فيسمى مدا ، ثم تنقطع مادته وتتراجع ، فيسمى جزرا ، وكل بقعة في وسط البحر لا يكون فيها الماء ولا يعلوها يقال لها جزيرة ، فهي فعيلة في معنى مفعولة ، كأنها بقعة قد جزرت ، أي فصلت عن تخوم الأرضين ، فصارت منقطعة في البحر ، وقسمة الجزائر اثنا عشر على الأقاليم السبعة ، فخمسة لكل واحد نصيبان ، واثنان لكل واحد نصيب واحد ، كالكواكب السبعة ، والبروج الاثني عشر ، يقال لخمسة كواكب لكل واحد بيتان ، ولكوكبين لكل واحد بيت ، فهكذا قسمة الأقاليم والجزائر ، والجزيرة المعروفة التي هي ديار ربيعة ومضر ، سميت بذلك لأنها بين النهرين : دجلة والفرات ، فدجلة عن يمين الصاعد من العراق إلى الشام ، والفرات عن يساره وسميت جزيرة لأنها انقطعت عن تخوم الأرضين ، فصارت بين نهرين ، وجزيرة العرب قد اختلفوا فيها ، فقال قوم آخر حدود /جزيرة العرب حفر أبي 44أ موسى الأشعري (¬2) فيما يلي العراق ، وهو على خمس مراحل من البصرة إلى أقصى اليمن في الطول ، وفيما بين رمل يبرين (¬1) إلى منقطع السماوة (¬2) في العرض ، وقال آخرون : آخر حدوده العراق ، والحد الثاني يلي ضواحي الشام ، والحد الثالث سيف البحر (¬3) مما يلي المشرق ، والحد الرابع بحر اليمن المحيط بها ، ونجد وتهامة من جزيرة البحر ، وأما نجد فهو من العذيب (¬4) إلى أقصى حجر (¬1) باليمن ، ثم إلى ضواحي الشام وأفواهه ، ثم إلى البحر مشرقا ، وحد نجد ، الذي هو حد نجد ينقطع عند الستار ، وهو طريق العرب إلى هجر (¬2) ، وهجر أحد البحرين ، وتهامة تساير نجدا معها ، وإنما تهامة خط يساير نجدا ليس بالعرض ، وحد الجزر أولها القاع (¬1) ، ثم تمضي مصعدا حتى ينقطع عند اللوى ، لوى الرمل الذي هو بزرود (¬2) ، فهذا عرض الجزر ، ثم يذهب طولا حتى ينقطع في ضواحى الشام مغربا في ناحية البحرين مشرقا ، فهذا طوله 0
الأمصار : معنى المصر الحد بين الشيئين ، والعلامة بينهما ، وإنما قيل لها أمصار ؛ لأنها أماكن محدودة ، عليها علامات معروفة ، تعرف بها بقاع الأرض ، وحدود البلدان ، قال عدي بن زيد : " من البسيط "
Страница 114