Иштикак
كتاب معرفة اشتقاق أسماء نطق بها القرآن وجاءت بها السنن والأخبار وتأويل ألفاظ مستعملة
Жанры
... وأشهد من عوف حلولا كثيرة يحجون سب الزبرقان المزعفرا (¬2) والسب العمامة ، يعني أنهم يديمون الاختلاف إليه ، ولزومه ، وكان الزبرقان (¬1) سيد عوف ، وكان عريف النبي عليه السلام على صدقاتهم ، وكانوا يزورونه ويعظمونه ويصدونه ، وقال الخليل بن أحمد : الحج كلمة جامعة تنتظم أمور الحج ، والحج في كل مذهب أيما هو ، الوقوف بعرفة ، فمن فاته فقد فاته الحج ، والحاج الحجاج ، والداج الذين يريدون البيت الحرام بغير نية ، وقيل : إنهم الذين يخرجون للتجارة ، وقيل لمعظم الطريق محجة ، وهو مأخوذ من كثرة اختلاف الناس بالمجيء والذهاب ، ولزومهم إياه ، ويقال للسنة : حجة ، قال الله تعالى : [على أن تأجرني ثماني حجج ] (¬2) ، وقيل للسنة حجة ؛ لأن الناس يحجون في كل سنة مرة ، ويقال : احتج إليه فحجه ، وهو الظفر منه به عند الغلبة ، أي كرر القول عليه / وأعاده حتى ألزمه الحجة ، وهو مأخوذ من الإعادة والإلزام ، فكأن الحج 107 أمأخوذ من لزوم الناس إياه ، واختلافهم إليه مرة بعد مرة ، وإقبالهم عليه 0 العمرة : مأخوذ من اعتمر إذا زار ، والعمرة الزيارة ، يقال : اعتمر فلان فلانا ، وجاء معتمرا ، أي زائرا ، ومن أجل ذلك قالوا : دار معمورة ؛ لأنها مأهولة بمن فيها ، ومكان معمور أي مزور ، إذا قصده الناس ، وقيل : البيت المعمور في السماء ؛ لأنه يزوره كل يوم سبعون ألف ملك ، وقيل لمن اعتمر إلى مكة : معتمر ؛ لأنه زائر للبيت ، قال أعشى باهلة (¬1) : " من البسيط "
... فجاشت النفس لما جاء جمعهم وراكب جاء من تثليث معتمر (¬2)
أي زائرا ، فكأن العمرة مأخوذة من زيارة البيت ، لأن الحج الأكبر الوقوف بعرفة ، والمعتمر إذا رأى البيت ، وطاف ، وسعى أحل من إحرامه ، وقد فرغ من عمرته 0
Страница 229