Иштикак
كتاب معرفة اشتقاق أسماء نطق بها القرآن وجاءت بها السنن والأخبار وتأويل ألفاظ مستعملة
Жанры
التشايع التعاون ، وقال في قوله تعالى : [ثم لننزعن من كل شيعة ] (¬1) أي من كل متشايعين تشايعوا وتعاونوا ، وقال مجاهد : [من كل شيعة ] أي من كل أمة ، وقال أبو عبيدة (¬2) في قوله تعالى : [ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين ] (¬3) أي في أمم الأولين ، ويقال : الشيعة الفرقة ، قال الله تعالى : [ إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا ] (¬4) قال أبو عبيدة (¬5) معناه فرقا وأحزابا ، فكأن الذين سموا شيعة علي هم الفرقة التي بايعته ، وعاونته ، وكانت أمة معه 0 المرجئة : اختلف الناس في تأويل هذا اللقب ؛ لأنه في الأصل مذموم ، فكل فريق يتنصل منه ، ويلزمه غيره ، ويتأول فيه تأويلات ينهى بها عنه ، قال قوم : هو لقب يلزم كل من يقول : الإيمان قول بلا عمل ، ويزعمون أن من شهد الشهادتين فهو مؤمن حقا وإن ارتكب /الكبائر، وترك الصلاة والصيام وسائر الفرائض، 69 أ، فقدموا القول ، وأخروا العمل ، فلذلك استحقوا هذا اللقب ، والإرجاء التأخير ، من قوله تعالى : [أرجه وأخاه] (¬1) ، وقال أهل هذا المذهب الذي ذكرناه : المرجئ هو الذي يزعم أن الإيمان قول وعمل ، فلا يبقون الشهادة على من شهد الشهادتين أنه مؤمن حقا ، ويشكون في أمره ، ويقولون : نرجو أن يكون مؤمنا ، فاستوجبوا هذا اللقب من أجل قولهم : نرجو أن يكون مؤمنا ، وهذا الكلام جهل باللغة ، وبتصريف كلام العرب ، لأن المرجئ هو من أرجأ يرجئ فهو مرجئ ، وهو من باب أفعل ، ونرجو من رجا يرجو فهو راج ، وهو من باي فعل ، وقال قوم من أهل الكلام : إن المرجئة هم الذين تركوا القطع على أهل الكبائر إذا ماتوا غير تائبين بعذاب أو مغفرة ، وأرجأوا أمرهم إلى الله ، وقالوا : إن الله إن غفر لواحد ، غفر لكل من هو على مثل حاله ، وأنه لا يدخل النار أحدا بارتكاب الكبائر ، ويغفر ما دون الكفر ، وهو رأي أبي حنيفة ، وأبي يوسف (¬2) ، ومحمد (¬3) ، وزفر (¬1) ، وغيرهم ، واستحقوا اسم الإرجاء / لقولهم : نرجئ أمرهم إلى الله 0 ... ... ... ... ... 69ب
الرافضة : قال الأصمعي : سموا الرافضة لأنهم رفضوا زيد بن علي ، وتركوه ، ثم لزم هذا الاسم كل من غلا منهم في مذهبه ، وتنقص السلف ، والرفض في لغة العرب الترك ، يقال رفض فلان موضع كذا إذا تركه ، والرفض أيضا التفرق ، ويقال : ارفض القوم إذا تفرقوا ؛ قال الحطيئة (¬2) : " من الطويل "
تذكرتها فارفض دمعي صبابة
أي تفرق ، وروي عن علي عليه السلام أنه قال : يخرج في آخر الزمان قوم يقال لهم الرافضة ، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم ، فإنهم مشركون ، والرافضة لا تنكر هذا اللقب ، ويزعمون أنهم رفضوا الباطل ، واتبعوا الحق ، ويريدون أن ينفوا عن أنفسهم ذم اللقب ، قال السيد الحميري يهجو سوارا العاصي في أمر كان بينهما :
"من المتقارب":
أبوك ابن سارق عنز النبي وأمك بنت أبي حجدر (¬3)
"ونحن على رغمك الرافضو ن لأهل الضلالة والمنكر"
Страница 162