Ишаракат аль-Усуль фи Ильм Хадис ар-Расуль - Маджаллат ат-Турат ан-Набави
إشراقات الأصول في علم حديث الرسول - مجلة التراث النبوي
Исследователь
عمرو عبد العظيم الحويني
Издатель
مجلة التراث النبوي،العدد ٣
Место издания
محرم ١٤٤٠ هـ (مجلة إلكترونية غير مطبوعة)
Жанры
[رسالة في مصطلح الحديث تُنشَر لأوَّل مرَّة عن نُسختيْن خطِّيتيْن]
إشراقاتُ الأُصول في عِلم حديثِ الرَّسول
تأليف
أبي محمد جلال الدين بن محمد بن عبيد الله القايني البخاري الهروي
[تـ ٨٣٨ هـ]
تحقيق
عمرو عبد العظيم الحُوَيْنيّ
3 / 209
مقدمة التحقيق
الحمد لله الذي هدى لطاعته وألهم، وعلَّم الإنسان مالم يكن يعلم، أسأله شكر ما مَنَّ به وأنعم، وعُقبى خيرٍ يكمل بها نعماه ويختم، وصلواته على محمد نبيه ﷺ وعلى آله وسلم.
وبعد ...
فدونك أثرٌ من آثار أحد علماء القرن التاسع الهجري، في علم مصطلح الحديث، ذكر مؤلفه في فاتحته أنه جمع مادته من عدة كتب ذكرها؛ لكن عند التحقيق نجد أن كتابه يُعدُّ مُختصرًا لكتاب "الخلاصة في معرفة الحديث" لشرف الدين الطِّيْبِيِّ (ت ٧٤٣ هـ).
نعم، نقل عن غيره؛ لكن غالب كتابه مختصرٌ عن كتاب الطِّيبي ﵀.
والكتاب مختصر موجز، يصلح كمتن في المصطلح، قال مؤلفه في غاشيته: "هذه الفصول متون الأصول، ومجملات كتب علوم الحديث، كتبتها على وجه الإيجاز، ليتيسر استحضارها، فإن هذا الفن قد غرُب".
وقال في مقدمته: "هذا موجز مشتمل على أقل ما لابد لطالب الحديث، بل لكل طالب نوع من العلوم الشرعية في معرفة علوم الحديث، كتبته حين وصلت إلى بلدة نيسابور، حسب اقتراح جماعة من العلماء، منقحًا موضحًا موجزًا مستصفًى من كتب الحفاظ الكبار، وأئمة الأمصار والأخبار".
أما المؤلف توفي في النصف الأول من القرن التاسع، والمعلومات عنه شحيحة، ولم أقف على من ذكره إلا المتأخرون كإسماعيل باشا البغدادي، وحاجي خليفة، فهل ترْجمه أحد العلماء الذين لم يطبع تراثهم إلى الآن؟ أم شأنه شأن
3 / 211
بعض المُؤلّفين الذين لم يُنقَل لنا عنهم إلا أقل القليل الذي لا يشفي؟!
ولعلَّ ما لم يُطبَع من كتب أسلافنا يُميط اللثام ويجيب عن كثيرٍ من التساؤلات من هذا القبيل.
حقَّقتُ رسالته عن نسختيْن خطّيتيْن، قريبي العهد بالمؤلّف، وخطتي على النحو التالي:
نسخت النص من النسخة (أ)، ولفَّقْتُ بين النُّسختيْن.
عزوْتُ النقولات بالرسالة إلى مصادرها.
خرَّجْتُ الأحاديث مع بيان حكمها صحَّةً وضعفًا.
وصنعت فهرسًا للمصادر.
وختامًا ...
ما كان من توفيقٍ فإنما هو محضُ تفضُّلٍ منه سبحانه، وما كان من زلل؛ فإن الخطأ من سيما البشر، وحسبي قول الأوَّل:
وما أُبرِّئُ نفسي إنني بشرُ ... أسْهو وأُخطئُ ما لم يحمني قدَرُ
ولا ترى عُذْرًا أَوْلَى بذي زَللٍ ... من أن يقول مُقِرًَّا: إنني بشرُ
وآخر دعوانا أنِ الحمدُ لله رب العالمين، وصلّي الله وسلم وبارك على محمدٍ وآله وصحبه وسلم.
وكتب
عمرو عبد العظيم الحُوَيْني
الجمعة ١٥ شوال ١٤٣٩ هـ
٢٩ يونيه ٢٠١٨ م
قرية حُوَيْن - مركز الرِّياض - كفرالشيخ
3 / 212
ترجمة المؤلف
هو: أبو محمد جلال بن محمد بن عبيد الله القايني، البخاري، الهرويّ. المتوفي سنة ٨٣٨ هـ.
لم أقف له على ترجمة؛ إلا ما ذكره إسماعيل باشا البغدادي (^١)، حيث قال: "القايني محمد بن عبد الله جلال الدين القايني -قاين بعد الألف ياء مثناة والنون، بلدة بين طبس ونيسابور-، مولدا والنسفي موطنا المتوفى بهراة سنة ٨٣٨ ثمان وثلاثين وثمان مئة، له: إشراقات الأصول في أحاديث الرسول ﷺ".
وزاد في "إيضاح المكنون" (^٢): "الحنفي".
وقال حاجي خليفة (^٣): "إشراقات الأصول في أحاديث الرسول. مختصر في أصول الحديث. لجلال بن محمد القايني".
ووقع اسمه في بداية النسخة (أ): "جلال بن محمد بن عبيد الله القايني مَولِدًا، والبُخارِيّ مَحْتِدًا، والهَرَوِيّ مَسْكنًا ومَكسبًا".
وفي بداية النسخة (ب): "أبو محمد جلال بن محمد بن عبيد الله القايني مَولِدًا، والبُخارِيّ مَحْتِدًا، والهَرَوِيّ مَكسبًا ومَسْكنًا".
_________
(^١) - "هدية العارفين" (٣/ ٢١٤ ط دار إحياء التراث)
(^٢) - (٣/ ٨٦)
(^٣) - "كشف الظنون" (١/ ٨١ ط دار إحياء التراث)
3 / 213
قال أبو علي البكري (^١): "القايني منسوب إلى بلدة قاين، من أعمال طَبَس، بين نيسابور وأصبهان".
أما شيوخه، فلم أقف إلا على شيخين ذكرهما في كتابنا هذا، وهما:
الإمام ابن الجزري.
والإمام حسام الدين محمد بن جلال العبيدي.
وأما مؤلّفاته، فقد ذكر في أثناء كتابنا هذا في الحديث الموضوع، كتابًا له بعنوان "لوامع الأصول".
ووقفتُ له على مُصنَّفٍ آخر غيرهما، وهو: "شرح نصاب الصبيان"، موجودٌ منه نسخة خطِّيَّة بمعهد المخطوطات، بباكو- أذربيجان.
_________
(^١) - " الأربعين حديثًا " (صـ ١٢٨ ط دار الغرب)
قلت: ومدينة طَبَس تقع شمال شرق إيران.
ونيسابور مدينة تقع شمال شرق إيران أيضًا.
وأصبهان مدينة تقع وسط إيران حاليًا.
أما هراة، فمدينة أفغانيَّة، تقع غرب أفغانستان، على الحدود الإيرانيَّة.
أما مدينة بُخارَى، فهي إحدى مُدُن جمهورية أوزبكستان الحالِيَّة.
3 / 214
وصف النسخ الخطية
اعتمدت في تحقيق هذه الرسالة على نُسخَتيْن خطيتيْن، وهاك وصفهما:
النسخة الأولى: من محفوظات الخزانة الزاهدية، لصاحبها الشيخ حافظ ثناء الله الزاهدي الباكستاني، وعليها ختمه.
عبارة عن ٣١ ورقة، بكل ورقة وجهين، بكل وجه ١٥ سطر.
جاء في قيد فراغها: "نقل هذه النسخة الشريفة الموسومة بـ "إشراقات الأصول في علم حديث الرسول"، العبد الضعيف الفقير إلى الله الغني: محمد بن عبد الرحمن النجحي، غفر الله له ولوالديه ولجميع المؤمنين والمؤمنات، في يوم الجمعة الرابع عشر من جمادى الآخر سنة خمسٍ وسبعين وثمان مئة".
ورمزْتُ لها بـ (أ).
النسخة الثانية: وهي من محفوظات مكتبة غازي خسرو بسراييفو، تحت رقم (٤٤٢٩).
عبارة عن ٢٦ ورقة، بكل ورقة وجهين، بكل وجه ١٩ سطر.
لم يُذكَر فيها اسم ناسخها، ولا تاريخ نسخها.
ورمزْتُ لها بـ (ب).
3 / 215
صور من النسخ الخطية
3 / 217
D:\ كتبي\إشراقات الأصول للقايني\نسخة الخزانة الزاهدية\١. JPG
الورقة الأولى من النسخة (أ)
3 / 219
D:\ كتبي\إشراقات الأصول للقايني\نسخة الخزانة الزاهدية\٣١. JPG
الورقة الأخيرة من النسخة (أ)
3 / 220
D:\ كتبي\إشراقات الأصول للقايني\نسخة مكتبة غازي خسرو بسراييفو رقم ٤٤٢٩\ ٢. JPG
صفحة العنوان في النسخة (ب)
3 / 221
D:\ كتبي\إشراقات الأصول للقايني\نسخة مكتبة غازي خسرو بسراييفو رقم ٤٤٢٩\ ٣. JPG
الورقة الثانية في النسخة (ب)
3 / 222
D:\ كتبي\إشراقات الأصول للقايني\نسخة مكتبة غازي خسرو بسراييفو رقم ٤٤٢٩\ ٢٧. JPG
الورقة الأخيرة في النسخة (ب)
3 / 223
النص المحقق
3 / 225
(١/ب) بسم الله الرحمن الرحيم (^١)
الحمد لله الذي رفع أعلام العلم وأعلاها، وأحلَّ أهله من الدرج (^٢) العليَّة أعلاها، سيَّما علماء الحديث فإن لهم من الدرجات أسناها، ومن المنازل في الفردوس وحظائر القدس أسناها، أرسل نبيه شاهدًا مبشرًا فبشَّرهم بأيِّ بشارة، وجعل السراج المنير الداعي إلى الله داعيًا لهم بالنضارة، نزَّلهم في رتبة النباهة (^٣) والخلافة، موصيًا صحبه بترحيبهم عند تحمل الرواية، فيالهم من رتبة الإمامة ومقام الشفاعة، ويالهم من العز والجلالة ونيل السعادة، صلى الله على معدن العلم ومنبعه، بل بحره المحيط وقلزمه، عبده ورسوله وحبيبه وخليله، محمد العربي القرشي الهاشمي مُثْعنْجِر (^٤)
الرسالة (^٥) والسيادة، [وعلى آله وأصحابه الذين فازوا بالعوائد (^٦) العظمى، والسعادة] (^٧) الكبرى، في كل وقتٍ وساعة.
وبعد؛
فقال العبد الضعيف مُحب الحديث وأهله، أبو محمد (^٨)، جلال بن
_________
(^١) - وقع قبل البسملة في (ب): "هذا (!) رسالة في أصول الحديث".
(^٢) - في (ب): "الدرجة".
(^٣) - في (ب): "النيابة".
(^٤) - المثعنجر، الدم الذي يسيل يتبع بعضه بعضًا. كما في "لسان العرب" لابن منظور (١/ ٤٧٠ ط صادر).
وسُمِّيَ به الرجل الشجاع الفائق، كما في "المقاصد النحوية في شرح شواهد الألفية" للعيني (١/ ٣٥٩).
(^٥) - في (ب): "الرسالة، وبرقع السيادة".
(^٦) - جاء تفسيرها في هامش (أ): "العوائد جمع العائدة، وهي الفائدة التي تعود مرة بعد أخرى".
(^٧) - من (أ).
(^٨) - من (ب)
3 / 227
محمد بن عبيد الله القائني مولدًا، والبخاري محتدًا، والهروي مسكنًا ومكسبًا (^١)، عصَمَهُ الله عن الغواية (٢/أ) والضلالة وسوء الخاتمة:
[هذا موجز مشتمل على] (^٢) أقل ما لابد لطالب الحديث، بل لكل طالب نوع من العلوم الشرعية في معرفة علوم الحديث، كتبته حين وصلت إلى بلدة نيسابور، حسب اقتراح جماعة من العلماء، منقحًا موضحًا موجزًا مستصفًى من كتب الحفاظ الكبار، وأئمة الأمصار والأخبار (^٣)، ورتبته على: مقدمةٍ وأربعة أقسامٍ وخاتمةٍ.
أما المقدمة: ففي طليعة علم الحديث، وشرائط الرواية (^٤)، وبيان حكم مَنْ كذب على الرسول ﷺ، وحكم كتابة الحديث، وبعض آدابها، وعدد ما يثبت من الأحاديث، وبعض آداب مجلس الحديث.
والقسم الأول: في المتون.
والقسم الثالث: في الأسانيد.
والقسم الثالث: في كيفية التحمُّل والرواية.
والقسم الرابع: في أسماء الرجال.
والمتعلق بكل قسمٍ ملحقٌ به.
وإنما رتبته على هذه الأقسام الأربعة؛ لأن الكلام في هذا العلم لا يخرج عن هذه الأربعة.
والخاتمة: في بعض الفوائد، وشيئ من فضائل هذا العلم.
_________
(^١) - في (ب): "مكسبًا ومسكنًا".
(^٢) - في (أ): "هذه النسخة".
(^٣) - في (ب): "والأخيار في الأعصار".
(^٤) - في (أ): الروابط.
3 / 228
وكلُّه مُنتَخبٌ من كتب الأئمة:
من جامع الترمذي، وعِلَله، وكتاب أصول الحديث للحاكم أبي عبد الله النيسابوري، المسمَّى (٢/ب) بكتاب معرفة علوم الحديث، ومدخَله، وكفاية الخطيب أبي بكر البغدادي، وجامعه (^١)، وكتاب علوم الحديث للشيخ تقي الدين ابن الصلاح [إمام الشام] (^٢)، وكتاب منهل الروي للإمام بدر الدين ابن جماعة قاضى مصر، ومؤلفات الشيخ الإمام محي الدين النواوي مثل الإرشاد، [والتقريب والتيسير، وشرح صحيح مسلم] (^٣) وغيره، وخلاصة العلامة شرف الدين الطيبي شارح الكشاف، وبداية شيخنا الإمام العلامة الجزري، وهدايته.
فعبارات هذه النسخة عبارات الأئمة، وليس من هذا الفقير إلا سوء (^٤) الترتيب، وسميته بـ:
إشراقات الاصول في علم حديث الرسول ﷺ
والنية في تأليفه التسهيل على الطالبين، والرغبة في شفاعة رسول رب العالمين، والأعمال بالنيات، وأسأل الله تعالى أن ينفع به الصالحين، وهو الموفق والمعين.
_________
(^١) - في (ب): "المسمى بجامع ... ".
(^٢) - من (ب).
(^٣) - من (ب)
(^٤) - كذا هي في النسختين الخطيتين، ولعلَّ! صوابها: "سِوَى"
3 / 229
المقدمة
وفيها فصول سبعة:
الفصل الأول: في طليعة كتب الحديث
[أخبرني شيخنا (شيخ) (^١) الإسلام المحقق العلّامة حسام الدين محمد بن جلال العبيدي (^٢)، بسنده إلى] (^٣) الحاكم أبي عبد الله النيسابوري ﵀، في النوع الخمسين من كتابه في "علوم الحديث" (^٤)، أنه قال: "قد روينا عن جماعة من أئمة الحديث أنهم استحبوا أن (٣/ا) يَبْدَأ الحديثيُّ بجمع بابَيْن: الأعمال بالنيات، ونضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها".
وروينا في كتاب "الأذكار" (^٥) للإمام محي الدين النواوي، رحمه الله تعالى، أنه قال في حديث الأعمال بالنيات: "هذا حديث صحيح متفق على صحته، مجمع على عظم موقعه وجلالته، وهو أحد الأحاديث التي عليها مدار الإسلام، وكان السلف وتابعوهم من الخلف رحمهم الله تعالى يستحبون استفتاح المصنفات بهذا الحديث، تنبيهًا للمطالع على حسن النية، واهتمامه بذلك واعتنائه به، روِّينا عن الإمام أبى سعيد عبدالرحمن بن مهدي ﵀ قال: من أراد أن يصنف كتابًا فليبدأ بهذا الحديث.
وقال الإمام أبو سليمان الخطابي ﵀: كان المتقدمون من شيوخنا رحمهم
_________
(^١) - زيادة يقتضيها السياق.
(^٢) - لم أقف على ترجمته.
(^٣) - من (ب)، ووقع مكانها في (أ): "روينا عن".
(^٤) - (صـ ٢٥٠ ط دار الكتب العلمية).
(^٥) - (صـ ٣٢ ط دار ابن حزم).
3 / 231
الله يستحبون تقديم حديث "الأعمال بالنيات" أمام كل شئ ينشئ ويبتدئ من أمور الدين لعموم الحاجه إليه في جميع أنواعها". انتهى كلام النواوي ﵀.
وقال أبو الفتوح الطائي (^١) [في أربعينه] (^٢): "هذا حديث كبير عال متفق على صحته، مستفيض من حديث يحيى بن سعيد الأنصاري، رواه [عنه] (^٣) أكثر من مائتي نفس، (٣/ب) عامتهم أئمة معروفون".
رُوي عن الإمام الشافعي ﵀ أنه قال: "يدخل في هذا الحديث ثلث العلم" (^٤).
وقال أبو داود السجستاني رحمه الله تعالى: الفقه يدور على أربعة أحاديث (^٥):
- الحلال بين والحرام بين [وهو ما روّينا عن النعمان بن بشير ﵁، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: إن الحلال بيّن، وإن الحرام بيّن، وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحِمَى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل مَلِكٍ حِمَى، ألا وإن حِمَى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب. متفقٌ عليه بين البخاري ومسلم، رَوَياه من طُرقٍ بألفاظٍ متقاربة] (^٦).
_________
(^١) - هو أبو الفتوح الطائي، محمد بن أبي جعفر الهمداني، توفي سنة خمسٍ وخمسين وخمس مئة.
ينظر: "تاريخ الإسلام" للذهبي (١٢/ ١٠١ ط دار الغرب).
(^٢) - من (ب).
وكتابه عنوانه: "الأربعون في إرشاد السائرين إلى منازل المتقين"
(^٣) - من (ب).
(^٤) - أخرجه البيهقي في "الكبرى" (٢/ ١٤ ط الهند).
(^٥) - أخرجه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" (٢/ ٢٩٠ رقم ١٨٨٧ - ط المعارف).
(^٦) - ليست في (أ)
3 / 232
- و[حديث] (^١) الأعمال بالنيات [وهو ما رويناه عن عمر بن الخطاب ﵁، أنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه. متفقٌ على صحته.
- و[حديث] (^٢) ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتو منه ما استطعتم.
- و[حديث] (^٣) لا ضرر ولا ضرار، [يعني في الإسلام] (^٤).
وفي "الأذكار" (^٥) [للإمام] (^٦) النواوي ﵀: قيل: إنما يحفظ الرجل على قدر نيَّته، وقيل: إنما يُعطى الناس على قدر نياتهم.
الفصل الثاني:
في ذكر كتابة الحديث، وذكر أول من صنف في الحديث
اعلم أن السلف ﵏ اختلفوا في كتابة الحديث، فكرهها طائفة، وأباحها أخرى.
ثم أجمع أتباع التابعين على جوازه.
فقيل: أوَّل مَن صنَّف فيه ابن جريج، وقيل: مالك، وقيل: الربيع بن صبيح، [ثم انتشر تدوينه وجمعه، وظهر فوائد ذلك ونفعه] (^٧)، وعلى كاتبه صرف الهمة إلى
_________
(^١) - من (ب).
(^٢) - من (ب).
(^٣) - من (ب).
(^٤) - ليست في (أ).
(^٥) - (صـ ٣٣).
(^٦) - ليست في (أ)
(^٧) - ليست في (ب)
3 / 233
ضبطه وتحقيقه شكلا ونقطًا، بحيث يؤمن اللبس معه، ولا يشتغل بتقييد الواضع، وقيل: يشكل الجميع لأجل المبتدي وغير المتبحر، ويكون اعتناؤه بضبط الملبَّس من أسماء الرجال أكثر؛ لأنه نقليٌّ محض، ويستحب ضبط المشكل (٤/أ) في المتن، وبيانه في الحاشية؛ لأنه أبلغ، ويُحقق حروف الخط ولا يعلقه تعليقًا، ولا يدققه لتخفيف حَمْله في السفر، فإن الخط علامة، فأحسَنُه أبيَنُه (^١).
الفصل الثالث:
في كتابة الصلاة والتسليم والترضي والترحم
وعلى كاتب الحديث أن يحافظ على كتابة الصلاة والتسليم على رسول الله ﷺ وعلى آله وأصحابه بعدد كلمات الله وألطافه كلما كتبه، ولا يَسأم من تكراره وإن لم يكن في الأصل، ومَن أغفل ذلك حُرِم حظًّا عظيمًا، ويُصلّي بلسانه ﷺ كلما كتبه أيضًا، وكذلك الترضي والترحم على الصحابة والعلماء ﵃، ويكره الاقتصار على الصلاة دون التسليم، أو على العكس (^٢).
[كذا قاله الإمام تقي الدين ابن الصلاح، وغيره] (^٣).
قال [شيخنا الإمام رُحلة الأرض، مسنِد العالم محمد بن] (^٤) الجزري [أدام الله تعالى بركاته] (^٥) في "بدايته": "وفيه نظر".
وسمعته [من لفظه] (^٦) أيضًا.
_________
(^١) - هذا الفصل بنصه من كتاب "الخلاصة في معرفة الحديث" لشرف الدين الطيبي (صـ ١٧٤ ط المكتبة الإسلامية).
(^٢) - بنصه من "الخلاصة" للطيبي (صـ ١٧٥)
(^٣) - من (ب).
(^٤) - ليست في (أ)، والذي فيه: "الإمام".
(^٥) - من (ب).
(^٦) - من (ب).
3 / 234