Ишача
الإشاعة لأشراط الساعة
Издатель
دار المنهاج للنشر والتوزيع
Издание
الثالثة
Год публикации
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
Место издания
جدة - المملكة العربية السعودية
Жанры
ثم قال: لكني أعرفه وأعرف مولده، وأين هو الآن.
وفي رواية: لو عرض عَليَّ أن أكون أنا هو لم أكره، قال: فقلت له: تبًا لك سائر اليوم.
قال الحافظ: وهذه الأحاديث كلها ليست نصًا، ولا صريحًا في أن ابن الصياد هو الدجال؛ لأن النبي ﷺ ردد فيه القول فقال: "إن يكن هو"؛ أي: وهذا كان عند أول قدومه ﷺ إلى المدينة، ثم لما أخبره تميم الداري جزم بأن الدجال هو ذلك المحبوس الذي رآه تميم، وسيأتي حديثه.
وأما حَلفُ عمر ﵁ عند رسول الله ﷺ: فبناءً على ظنه وسكوت النبي ﷺ؛ لأنه كان مُترددًا فيه إذ ذاك.
وأما حَلفُ جابر ﵁: فبناء على حَلف عمر ﵁ عند رسول الله ﷺ. وأما حديث أبي سعيد ﵁: فغايته أن يكون ابن صياد أحد الدجاجلة، وأحد أتباع الدجال الكبير.
قُلْتُ: أو أنه لم يكن سمع النبي ﷺ يُحدث عن تميم، فقال بناء على ذلك.
قال الحافظ: وأما ما أخرجه أبو داود (١) من حديث أبي بكرة؛ مرفوعًا: "يمكثُ أبوا الدجال ثلاثين عامًا لا يُولد لهما، ثم يولد لهما غلام أعور، أضر شيء، وأقله نفعًا إنه تنام عينه ولا ينام قلبه". ونعت أباه وأمه.
قال: فسمعنا بمولودٍ ولد في اليهود، فذهبت أنا والزبير بن العوام فدخلنا على أبويه فإذا النعت الذي نعته النبي ﷺ، فقلنا: هل لكما ولد؟ قالا: مكثنا ثلاثين عامًا لا يُولد لنا، ثم وُلد لنا غلام أعور أضر شيء وأقله نفعًا ... الحديث.
فقال البيهقي في الجواب عنه: تفرد به علي بن زيد بن جُدعان، وليس بالقوي.
قال الحافظ: وَيُوهي حديثه أن أبا بكرة ﵁ أسلم حين نزل من الطائف لما حُوصرت سنة ثمانية من الهجرة.
(١) الظاهر أنه في نسخة ابن داسة، ولم نجده في "اللؤلؤيِّ" (ز).
1 / 260