٩ - شرح البخاري:
بدء المصنف بشرح صحيح البخاري، وسماه "التلخيص" (١) وصل فيه إلى كتاب العلم (٢)، باب قول النبي ﷺ: الدين النصيحة فقط. ووافاه الأجل المحتوم قبل أن يتمه، قال فيه: وأما (٣) صحيح البخاري فها أنا أشرع في جمع كتاب في شرحه، متوسط بين المختصرات والمبسوطات، لا من المختصرات المخلات ولا من المبسوطات المملات، ولولا ضعف الهمم وقلة الراغبين في المبسوط لبلغت به ما يزيد على مائة من المجلدات مع اجتناب التكرار والزيادات العاطلات، بل ذلك لكثرة فوائده وعظم عوائده الخفيات والبارزات، لكنني أقتصر على المتوسط وأحرص على ترك الاطالات، وأوثر الاختصار في كثير من الحالات. فأذكر إن شاء الله تعالى جملًا من علومه الزاهرات، من أحكام الوصول والفروع والآداب والإِشارات الزهديات، وبيان من أصول القواعد الشرعيات، وإيضاح معاني الألفاظ اللغوية، وأسماء الرجال وضبط المشكلات وأسماء ذوي الكنى وأسماء ذي الآباء والمبهمات، والتنبيه على لطيفة من حال بعض الرواة وغيرهم من المذكورين في بعض الأوقات واستخراج لطائف من خفيات علم الحديث في المتون والأسانيد المستفادات (٣) ... الخ ما قال.
وقد طبع هذا الشرح ومعه قطعة من إرشاد الساري للقسطلاني (ت ٩٢٣) وعون الباري شرح البخاري لصديق حسن خان القنوجي (ت ١٣٠٧) في إدارة الطباعة المنيرية سنة ١٣٤٧ هـ وهذا المجموع بهذه الشروح الثلاثة مقرر للسنة الرابعة من القسم العالي الأزهري. وقد وضع لها عنوان: شروح البخاري.
_________
(١) انظر الاهتمام (٨/ ب) وكشف الظنون ج ١/ ٥٥٠؛ وهدية العارفين ٦/ ٥٢٥.
(٢) انظر: شروح البخاري، ص ٢٧٢.
(٣) انظر: شروح البخاري، ص ٣.
1 / 29