وأما الأجزاء والمسانيد، فلست أنقل منها شيئًا إلا في نادر من المواطن، ولا أذكر من الأصول المشهورة أيضًا من الضعيف إلا النادر مع بيان ضعفه، وإنما أذكر فيه الصحيح غالبًا، فلهذا أرجو أن يكون هذا الكتاب أصلًا معتمدًا، ثم لا أذكر في الباب من الأحاديث إلا ما كانت دلالته ظاهرة في المسألة. انتهى.
وكان فراغ المصنف منه في المحرم سنة سبع وستين وستمائة. قال سوى أحرف ألحقتها بعد ذلك، وأجزت (١) روايته لجميع المسلمين (١) انتهى.
وقد طبع هذا الكتاب أكثر من مرة، وهو منتشر ومتداول بين الناس. قلت لعل أجود طبعاته الطبعة التي حققها الشيخ عبد القادر الأرناؤوط وتتولى توزيعها رئاسة إدارات البحوث العلمية والإِفتاء. وقد طبعت في دمشق سنة ١٣٩١ هـ.
وشرحه (٢) الشيخ محمد بن علي بن محمد بن علان الشافعي (ت ١٠٥٧) أيضًا، وسماه "الفتوحات الربانية على الأذكار النووية".
وعليه نكت للشيخ شمس الدين محمد بن طولون الدمشقي (ت ٩٥٣)، سماها "إتحاف الأخيار في نكت الأذكار" ولخصه السيوطي ﵀ (ت ٩١١) في كراستين، وسماه "أذكار (٣) الأذكار"، ثم شرح هذا الملخص وخرج أحاديثه واختصره الشيخ شهاب الدين أحمد بن الحسين
_________
(١) انظر: الأذكار، ص ٣٥٧؛ والاهتمام (٨/ ب)؛ والإِمام النووي، ص ٨٩.
وقد تكلمت على حكم هذه الإِجازة بالتفصيل في مبحث الإِجازة العامة، ص ٣٧٣، النوع الثالث من الإِجازة.
(٢) انظر: كشف الظنون ١/ ٦٨٩؛ وهدية العارفين ٦/ ٢٨٣ و٥/ ١٢٦.
(٣) وهو موجود بالجامعة الإِسلامية برقم ٥١٣ في قسم المخطوطات.
1 / 21