أبي شامة عبد الرحمن بن إسماعيل (ت ٦٦٥) إلى أن توفي سنة ٦٧٦. وقد نشر بها علمًا جمًا وأفاد (١) الطلبة.
وقال الذهبي (ت ٧٤٨) ﵀: لزم الاشتغال ليلًا ونهارًا نحو عشرين سنة، حتى فاق الأقران، وتقدم على جميع الطلبة، وحاز قصب السبق في العلم والعمل. ثم أخذ في التصنيف من حدود الستين وستمائة إلى أن مات (٢).
مؤلفاته في الحديث وعلومه ومكان وجودها ومن شرحها وعلق عليها:
قد ألف النووي ﵀ في علوم شتى: الحديث والفقه وشرح الحديث والمصطلح، واللغة والتراجم، والتوحيد، وغير ذلك، وتمتاز مؤلفاته بالوضوح وصحة التعبير وعذوبة الألفاظ وانسيابها بسهولة وعدم تكلف. وهو إذا أطال لا يدع شاردة ولا واردة مما يمتع ويفيد، وإذا اختصر أتى بما يعجب ويدهش (٣) وإليك الكلام على مؤلفاته في الحديث وعلومه واحدًا بعد واحد.
١ - شرح صحيح مسلم:
وهو شرح متوسط يبين المختصرات والمبسوطات، لا من المختصرات المخلات ولا من المطولات المملات. وسماه "المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج".
_________
(١) انظر: الاهتمام (٢١/ ب)؛ وتذكرة الحفاظ ٤/ ١٤٧٣؛ والبداية ١٣/ ٢٧٩؛ وشذرات الذهب ٥/ ٣٥٦؛ والإِمام النووي، ص ١١٤.
(٢) انظر: العبر ٥/ ٣١٢؛ وشذرات الذهب ٥/ ٣٥٥؛ والاهتمام (٨/ أ)؛ والإِمام النووي، ص ٧٣.
(٣) انظر: الإِمام النووي، ص ٧٤.
1 / 17