"هذا كتاب من فوائد الله تعالى لعبده علي النوري (١) عامله الله بحلمه وفضله".
ولا يبعد أن يكون هذا النص بخط المالك نفسه.
والشيخ النوري كان جمَّاعًا للكتب، قال عنه معاصره الوزير السراج المؤرخ:
"ما أعلم أحدًا اليومَ جمعَ ما جمعَ هو، بحيث أطلق يد شركائه في بر المشرق مهما رأوا كتابًا بلغت الكراسة منه أربعة نواصر يأخذونه، ولو كان مكررًا، فيمسك الطيب من المكررين" (٢).
_________
(١) الشيخ النوري هو أبو الحسن علي بن سالم بن محمَّد بن أحمد بن سعيد، المعروف بشطورو والنوري، مقرئ فقيه فلكي. ولد بصفاقس حوالي سنة ١٠٥٣ ونشأ بها فأخذ العلم عن بعض علمائها، ثم رحل إِلى تونس وهو ابن أربع عشرة سنة فقرأ على أجلة شيوخ جامع الزيتونة، ثم تطوع بعض أهل الخير والإِحسان فأرسلوه إِلى مصر لطلب العلم بالأزهر فلازم جماعة من أعلامه وأخذ عنهم كتبًا في الحديث والتفسير والفقه وأجازوه، ثم حج ورجع إِلى صفاقس سنة ١٠٧٨ فاتخذ من داره مدرسة لتعليم القرآن وعلوم الشريعة، وفتح أبوابها لسكنى الطلبة الغرباء.
وقد حرك عزائم أهل الخير والبر لإِنشاء السفن لمقاومة فرسان مالطا المعتدين على صفاقس ومينائها والتجار والصيادين في بحرها، ودعا إِلى الجهاد ومقاومة النصارى المعتدين فانقطع جورهم.
ومن مآثره اكتشافه لدواء الكلَب قبل باستور بما يزيد عن القرن، وله مؤلفات في القراءات والفقه والتوحيد والفلك. ت ١١١٨ هـ = ١٧٠٦ م.
ترجمته ومصادرها في (تراجم المؤلفين التونسيين: ٥/ ٤٩ وما بعدها).
(٢) الحلل السندسية: ٣/ ١٢٥، ط. دار الغرب الإِسلامي، بيروت.
1 / 73