فجاءه علي (عليه السلام) فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): ما تشتكي يا علي؟ قال: رمد ما أبصر معه وصداع برأسي، فقال: اجلس وضع رأسك على فخذي، ثم تفل (صلى الله عليه وآله) في يده ومسح بها عينيه ورأسه ودعا له، ففتحت عيناه وسكن الصداع وأعطاه الراية وقال له: امض بها جبرئيل معك والنصر أمامك.
فمضى علي (عليه السلام) حتى أتى الحصن، فخرج مرحب وعليه درع ومغفر وحجر قد نقبه(1) مثل البيضة على رأسه، فاختلفا ضربتين، فضربه علي (عليه السلام) فقد الحجر والمغفر ورأسه حتى وقع السيف على أضراسه وخر صريعا، وانهزم من كان مع مرحب وأغلقوا باب الحصن، وعالجه جماعة كثيرة من المسلمين فلم يتمكنوا من فتحه.
فجاء أمير المؤمنين (عليه السلام) فقلعه وأخذه وجعله(2) جسرا على الخندق حتى عبر المسلمون عليه، فظفروا بالحصن وأخذوا الغنائم، ولما انصرفوا دحا به(3) بيمناه سبعين ذراعا، وكان يغلقه عشرون رجلا، ورام المسلمون حمل ذلك فلم ينقله(4) إلا سبعون رجلا، وقال (عليه السلام): والله ما قلعت باب خيبر بقوة جسمانية، ولكن بقوة ربانية(5).
Страница 67