Иршад аль-Факих ила Ма‘рифат Адиллат ат-Танбих
إرشاد الفقيه إلى معرفة أدلة التنبيه
Исследователь
بهجة يوسف حمد أبو الطيب
Издатель
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
Номер издания
الأولى
Год публикации
١٤١٦ هـ - ١٩٩٦ م
Место издания
بيروت - لبنان
Жанры
العلميةِ كما تُحفَظُ السورةُ من القرآنِ، فقد جاء في ترجمةِ الإمام الكبير النَّواويِّ ﵀ في البدايةِ والنهايةِ (١٣/ ٢٧٨) وتذكرةِ الحُفّاظِ (٤/ ١٤٧٠ - ١٤٧٢)، أنهُ حفظَ التنبيهَ في أربعةِ أشهرٍ ونصفٍ، وقرأَ رُبُعَ المهذّبِ، ثمَّ صنَّفَ كتابين على التنبيهِ أحدُهما سُمّي (تحريرَ الألفاظ للتنبيه)، والآخر (العُمدةَ في تصحيح التنبيهِ)، وهكذا تداولَهُ العلماءُ من بعدِهِ بالعنايةِ دراسةً وحفْظًا، وشَرْحًا وتعليقًا عليهِ، شعرًا ونثرًا، وكانَ شارحُهُ الإمامُ ابنُ كثير ممن حفِظَهُ أيضًا ثمَّ وضعَ عليه شرحَهُ الكبيرَ المفيدَ الذي هو كتابنا الذي نحنُ بصددِ الكلامِ عليهِ والتعريفِ بهِ، كما ذكرَ ﵀ ذلك في مُقدِمةِ الشرح حيثُ قالَ: لما كانَ كتابُ التنبيهِ في الفقهِ للإمامِ أبي إسحاقَ الشيرازيِّ من الكتب المشهورةِ النافعةِ، وكنتُ ممّن مَنَّ اللهُ عليهِ بحفظِهِ، ورأيتُ أنَّ الفائدةَ لا تتمُ بدونِ معرفةِ أدلّتِهِ، استَخَرتُ اللهَ في جمعِ أحكامٍ على أبوابِهِ ومسائلِهِ أولًا فأولًا حَسب الإمكان. . . . ثمَّ سرَدَ الكلامَ في ذلك.
قلتُ: ولمْ يقتصرِ الاهتمامُ بهِ وشرحهِ على هذين الإمامينِ الجَليلين بلْ اعتنى بهِ وشرحَهُ علماءُ آخرون لا يقلّون علمًا وفَضْلًا عمّن ذَكَرْنا، كما تبيّنَ لنا من مُراجعةِ كتابِ البدايةِ والنهايةِ فقط حتى إنَّ من شرحَهُ منهم أصبحَ ذلك عَلَمًا عليهِ يُعْرَف بهِ ويُشادُ بفضلهِ بهِ، كما ذكر الإمامُ ابنُ كثيرٍ في البدايةِ والنهايةِ (١٣/ ١١١) في ترجمةِ الإمامِ أبي الفَضْلِ أحمدَ بنِ الشيخِ كمالِ الدين أبي الفتحِ موسى بنِ يونس بنِ محمدِ بنِ منعةَ بن مالكِ بنِ محمد بنِ سعد بنِ سعيد الإرْبليِّ الأصلِ ثمَّ المَوْصليِّ من بيتِ العلمِ والرئاسةِ، حيثُ ذكرَ من أعمالِهِ العلميّةِ: شرح التنبيهِ بلْ إنَّهُ جَعَلَ شرْحَهُ خذا عُنْوانًا عليهِ في أولِ ترجمتِهِ فقالَ: ابن يونُس، شارحُ التنبيهِ، هكذا ذكرَهُ وأشادَ بهِ وليسَ ذلك إلا لِما لهذا الكتابِ من أهميةٍ ومنزلةٍ لمْ يبلُغْها غيرُهُ عندَهم، وهكذا استمرَّ العلماءُ على هذا المنْوالِ، فمنهم: البَيْضاويُّ: الإمامُ ناصرُ الدين عبدُالله بنُ عمرَ الشيرازيُّ قاضيها وعالمُها وعالمُ اذْريبجانَ ولكلّ النواحي كما جاءَ في البدايةِ والنهايةِ (١٣/ ٣٠٩) فذكرَ في جُمْلةِ ما صنَّفَهُ شرحَ التنبيهِ في أربعِ مُجَلَّداتٍ مع كتبهِ الأُخرى الجليلةِ كالمنهاجِ في أصولِ الفقهِ وشرحِ المحصولِ وغيرها، ومنهم: الإمام تاجُ الدين الفَزارِيُّ: عبدُ
1 / 7