[دلالة قولهم هذا رأيي وهذا رأيك]
وأما ما حكاه الإمام يحيى عليه السلام من تولي بعضهم بعضا, وعدم الذم, واعتذارهم بقولهم: هذا رأيي وهذا رأيك. فبمراحل عن الدلالة على التصويب؛ لأن الخطأ لا يمنع التولي؛ ولا يبيح الذم؛ لكونه معفوا عنه, وقد مر الدليل على كونه معفوا عنه, وقولهم: هذا رأيي وهذا رأيك. لا يدل عليه لا بصريحه ولا بفحواه, ألا ترى أنه يصح أن نقول للجبري: هذا مذهبي وهذا مذهبك, ونقول لليهودي: هذا ديني وهذا دينك إجماعا, ولو كان ذلك يدل على التصويب لما جاز, وأيضا قد أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم أن يقول للكفار:{ لكم دينكم ولي دين}(الكافرون: 6) ,ولم يكن ذلك تصويبا لهم, مع أنه أوكد من قولهم: هذا رأيي وهذا رأيك؛ لأن فيه الإضافة ولام الاختصاص, وذلك لم يكن فيه إلا الإضافة فقط.
Страница 13