Введение в науку чтений
مقدمات في علم القراءات
Издатель
دار عمار
Номер издания
الأولى
Год публикации
١٤٢٢ هـ - ٢٠٠١ م
Место издания
عمان (الأردن)
Жанры
المبحث الثالث الأحرف السبعة وعلاقتها بالقراءات العشر المتواترة
تقدم أن الأحرف السبعة هي الكيفيات المختلفة التي نزل بها القرآن الكريم، وأنه قد نسخ شيء منها في العرضة الأخيرة، وقد استقر الأمر- كما سيأتي- أن القراءات العشر هي المتواترة، وأنها جملة ما بقي في العرضة الأخيرة (١).
وعليه: فإن القراءات العشر المتواترة هي جملة ما بقي من الأحرف السبعة، وهو الصورة النهائية لكتاب الله ﷿.
قال البغوي: «جمع الله تعالى الأمة بحسن اختيار الصحابة على مصحف واحد، وهو آخر العرضات على رسول الله ﷺ، كان أبو بكر الصديق ﵁ أمر بكتبته، جمعا بعد ما كان مفرقا في الرقاع ليكون أصلا للمسلمين، يرجعون إليه ويعتمدون عليه، وأمر عثمان ﵁ بنسخه في المصاحف، وجمع القوم عليه، وأمر بتحريق ما سواه قطعا لمادة الخلاف، فكان ما يخالف الخط المتفق عليه في حكم المنسوخ والمرفوع، كسائر ما نسخ ورفع منه باتفاق الصحابة، والمكتوب بين اللوحين هو المحفوظ من الله ﷿ للعباد، وهو الإمام للأمة ...» (٢).
فالأحرف السبعة هي الأعم، وأخص منها القراءات العشر المتواترة، وأخص منها القراءات السبع المتواترة، وأن ما سوى القراءات العشر المتواترة شاذ، وليس قرآنا ولا يقرأ به.
وعليه: فإن القراءات السبع والعشر المتواترة تعتبر جزءا من الأحرف السبعة التي نزلت على قلب الحبيب المصطفى ﷺ؛ لكونه قد نسخ جزء منها في العرضة الأخيرة.
_________
(١) تقدم قول الإمام الطبري في كون الأحرف السبعة هي حرف واحد اختاره عثمان ﵁، وعليه: فإن القراءات العشر المتواترة تعتبر حرفا واحدا من الأحرف السبعة، وقد نوقش هذا القول في موضعه، وتبين ضعفه.
(٢) أبو شامة، المرشد الوجيز، ص ١٤٤.
1 / 39