Введение в объяснение книги о единобожии
التمهيد لشرح كتاب التوحيد
Издатель
دار التوحيد
Номер издания
الأولى
Год публикации
١٤٢٤هـ - ٢٠٠٣م
Жанры
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
[التمهيد لشرح كتاب التوحيد]
فقوله: ﴿لَيْسَ لَكَ﴾ [آل عمران: ١٢٨] أي: يا محمد ﴿مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ﴾ [آل عمران: ١٢٨] واللام في قوله: (لك) هي لام الاستحقاق، أو لام الملك، يعني: لا تستحق شيئا، أو لا تملك شيئا، يعني: لا تستحقه بذاتك، وإنما بما أمر الله - جل وعلا - وبما أذن به، فتعظيم النبي ﷺ ومحبته فرع عن محبة الله، وتعظيمه جل وعلا، فليس له ﷺ وراء ذلك شيء إلا ما أذن به؛ كما قال تعالى: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ﴾ [آل عمران: ١٢٨] ولو كان له ﵊ من الأمر شيء لنصر نفسه وأصحابه يوم أحد، ولكن حصل في يوم أحد ما حصل، فأنزل الله قوله: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ﴾ [آل عمران: ١٢٨]
وكذلك الحديث الآخر: لما لعن النبي ﷺ في قُنُوتُ الْفَجْرِ فُلَانا وَفُلَانًا مِنَ النَّاسِ الَّذِينَ آذُوا الْمُؤمنين أنزل الله قوله: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ﴾ [آل عمران: ١٢٨] (١) يعني: لست تملك شيئا من الأمر. وهكذا الحديث الذي بعده.
وهذه الأحاديث تدل على أن النبي ﷺ لا يملك شيئا من ملكوت الله. وهو ﵊ قد بلغ ذلك وبينه، فمن هم دونه ﵊ منفي عنه هذا الأمر من باب أولى، فالملائكة، والأنبياء والصالحون من أتباع الرسل وأتباعه ﵊: أولى بأن ينفى عنهم ذلك، فإذا كان
(١) تقدم.
1 / 203