Распространение арабского письма: в Восточном и Западном мире
انتشار الخط العربي: في العالم الشرقي والعالم الغربي
Жанры
هذا، وقد كان الخط العربي منتشرا في الأندلس (إسبانيا والبرتقال) وقت أن كانت تحت حكم العرب مدة طويلة تقرب من ثمانية قرون، وكان فيها زاهيا زاهرا شأن العربية هناك وقتئذ، فبلغ حد الإتقان والجودة.
شكل 2-8: كتابة كوفية أثرية مأخوذة من بناء أندلس، وهاك قراءتها: «بسم الله بركة من الله لعبد الله عبد الرحمن أمير المؤمنين أطال الله (بقاءه)».
ولما تلاشى ملك العرب بها، وافترقوا في الأقطار، فانتشروا في بلاد المغرب، وشاركوا أهل العمران بما لديهم من الصنائع، فغلب خطهم على الخط الأفريقي وعفاه، فصارت خطوط أهل المغرب كلها على الرسم الأندلسي مدة طويلة لم تزل آثاره ظاهرة فيها هناك للآن، أما من بقي منهم بالأندلس فظل يكتب اللغة الإسبانيولية القديمة بالخط العربي، وسموها باللغة «الخميادو»، كما سيأتي تفصيله بعد.
والعرب لم يفتتحوا الأندلس فقط، بل دخلوا أرض فرنسا أيضا، ودخل معهم الخط العربي فيها، فتوطنوا جنوبها، وافتتحوا نربونة، وكانوا يسمونها: «أربونة»، وطولوز (طلوشة)، وقرقسون وسموها: «قرقشونة»، ونيم وسموها: «نيمة»، ومون بيليه، فتجاوزوا بذلك أرض سبتمانية وهي اليوم ولاية البيرينة الشرقية وولاية أود وما جاورها، ودخلوا مملكة برغونية، ثم افتتحوا مدينة أفينون وغيرها، حتى بلغوا نهر غارون وافتتحوا بردو وكانوا يسمونها: «برغشت»، وأصبح ما بين مصب غارون في المحيط وما بين مصب الرون في البحر الأبيض المتوسط دارا للإسلام تلقن فيه الشهادة ويعلم القرآن، ثم تجاوزوا هذا القسم العظيم من فرنسا ودخلوا مدينة إنكوليم وكونياك وبوانيه حتى وصلوا مدينة تور، وهي على نهر لوار المنصب في المحيط، وألحقوا أكثر من نصف فرانسا بممالك الدولة الأموية.
فمنتهى الحدود التي وصل إليها العرب في أوروبا هي نهر لوار ومدينة تور، وفي شرقيها مدينة ديجون ثم مدينة بزانسون، فالخط المار بهذه النقطة يقسم فرنسا إلى قسمين شمالي وجنوبي، والجنوبي بأجمعه دخل في ملك المسلمين، وأقاموا في بعضه قليلا، وفي بعضه كثيرا ، واستسلموا كثيرا من أهله، وتزوجوا ببناتهم، وأعقبوا منهم، ولم يزل لأهل الجنوب من الفرنساويين شبه بالعرب في سيماء الوجوه.
قال المؤرخ الإنجليزي جيبون في ذكر حوادث سنة 742م: «تقدم العرب في أوروبا أكثر من ثلاثمائة مرحلة
lieues
من صخرة جبل طارق إلى مصب نهر لوار كلها مظفريات، ولو تقدموا ثلاثمائة مرحلة أخرى لوصلوا حدود بولونيا في شرق أوروبا أو جبال إيقوس من إنكلترا، ولسهل عليهم عبور نهر الرين بألمانيا، كما سهل عليهم عبور الفرات والنيل، ولكان الأسطول العربي من جهة أخرى دخل نهر التيمس بلا محاربة بحرية؛ لعدم وجود أسطول إنجليزي في ذاك الوقت يضاهي أسطول مصر وسورية أو أسطول تونس، ولرأينا اليوم العلماء يفسرون القرآن على كراسي الوعظ معجزات النبي العربي، فالذي خلص العالم المسيحي من ذاك هو ابن الزانية شارل مرتل ناظر سراي الملوك الفرنساويين من سلالة ميروفينجبيان» اه.
شكل 2-9: شارل مارتل يحارب العرب.
وذلك أن شارل المذكور لما رأى المسلمين لم يبق بينهم وبين باريس إلا 234 كيلومترا، حشد إليه العساكر، وانتشب القتال بين الفريقين (شكل
Неизвестная страница