أو (١) لم يُدرك هذا السلف الصالح. فرأى مبتدعا يدعو إلى بدعته، ورأى صاحب دنيا يدعو إلى دنياه، فعصمه الله من ذلك، وجعل قلبه يحن إلى ذلك السلف الصالح. يسأل عن سبيلهم، ويقتصُّ آثارهم، ويتتبع (٢) سبيلهم. ليعوَّض أجرا عظيما، فكذلك فكونوا (٣) إن شاء الله (٤) .
وروى محمد بن وضاح (٥)، عن أبي الطفيل (٦): أن حذيفة بن اليمان، أخذ حصاة بيضاء، فوضعها في كفه، ثم قال: إن هذا الدين قد استضاء إضاءة هذه الحصاة. ثم أخذ كفا من تراب، فجعل يذرُّه على الحصاة حتى واراها، ثم قال: والذي نفسي بيده، ليجيئنَّ أقوام يدفنون الدين (٧) هكذا (٨)، كما دفنتُ هذه الحصاة، ولتسلُكُنَّ طريق الذين كانوا قبلكم حذو القذة بالقذة وحذو النعل بالنعل (٩) .
قال محمد بن وضاح: الخير بعد الأنبياء ينقص، والشر يزيد.
قال ابن وضاح: إنما هلكت بنو إسرائيل، على يدي (١٠) قُرَّائهم وفقهائهم (١١) .
_________
(١) (ع) (ط): و.
(٢) (ع) (ط): ويتبع.
(٣) (ط): كونوا.
(٤) أخرجه ابن وضاح في "البدع" /٦٧.
(٥) أبو عبد الله بن بزيع، مولى عبد الرحمن بن معاوية، الحافظ الأندلسي القرطبي، الزاهد العابد. ت٢٨٦"لسان الميزان" ٥/٤١٦.
(٦) عامر بن واثلة بن عبد الله الليثي. ت١١٠ "تقريب" /٢٨٨.
(٧) (ط): هذا الدين.
(٨) (ط): هكذا. ساقطة.
(٩) أخرجه ابن وضاح في "البدع"/٥٨.
(١٠) (ط): أيدي.
(١١) البدع/٥٩.
1 / 93