وأيضا: فالحق ضالة المؤمن.
وليحذر العاقل من مشابهة الذين قال الله عنهم: ﴿لَوْ كَانَ خَيْرًا مَّا سَبَقُونَا إِلَيْهِ﴾ (١) ﴿أَهَؤُلاء مَنَّ اللهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا﴾ (٢) .
وقد قال بعض السلف: ما ترك أحد حقا / إلا لكبر في نفسه؛ ومصداق ذلك قول النبي ﷺ، حين قال: " لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر" (٣) ثم فسر الكبر بأنه: بطر الحق، وأي: رده، وغمط الناس: وهو احتقارهم وازدراؤهم.
ولقد أحسن القائل (٤):
وتعرَّ من ثوبين من يلبسهما ... يلقى الردى بمذمةٍ وهوان
ثوبٌ من الجهل المركب (٥) فوقه ... ثوب التعصب بئست (٦) الثوبان
وتحلَّ بالإنصاف أفخر حلية (٧) ... زينت بها الأعطاف والكتفان
واجعل شعارك خشية الرحمن مع ... نصح الرسول فحبذا الأمران (٨)
(٩) وقال أيضا ﵀:
والجهل داء قاتل وشفاؤه ... أمران في التركيب متفقان
_________
(١) سورة الأحقاف آية ١١.
(٢) سورة الأنعام آية ٥٣.
(٣) أخرجه مسلم في "الصحيح" رقم ٩١، وأبو داود في "السنن" رقم ٤٠٩١،والترمذي في "الجامع" رقم ١٩٩٩،وابن ماجة في "السنن" رقم ٤٢٢٦، وأحمد في "المسند"١/٣٩٩،٤٥١، وابن أبي شيبة في "المصنف" ٩/٨٩، والبيهقي في "كتاب الأدب" رقم ٦٦١ من حديث ابن مسعود.
(٤) (ع): القائل حيث قال.
(٥) علق في الأصل ما نصه: الجهل المركب: هو أن يجهل الحق ويجهل جهله به.
(٦) (ط): بئسما.
(٧) (ع) (ط): حلة.
(٨) من كلام ابن القيم في "الكافية" /١٩.
(٩) ما بينهما ساقط من (ع) و(ط) .
1 / 90