حقيقته كحقيقته؛ لأن (١) النذر عبادة بخلاف الحلف.
وقال أيضا: قوله: ﴿وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ﴾ (٢) ظاهره: أنه ما ذبح لغير الله، مثل أن يقول: هذه ذبيحة لكذا.
وإذا كان هذا المقصود (٣): فسواء لفظ به أو لم يلفظ، وتحريم هذا أظهر من تحريم ما ذبح للحم، وقيل فيه: باسم المسيح ونحوه؛ لأن ما ذبحناه متقربين به (٤) إلى الله، كان أزكى وأعظم مما ذبحناه للحم، وقلنا فيه: بسم الله. فإن عبادة الله بالصلاة له، والنسك: أعظم من الاستعانة باسمه في فواتح الأمور.
فإذا حرم ما قيل فيه: باسم المسيح أو الزهرة، فلأن يحرم ما قيل فيه: لأجل المسيح أو الزهرة، أو (٥) قصد به ذلك أولى. فإن العبادة لغير الله، أعظم كفرا من الاستعانة بغير الله.
فعلى هذا: فلو ذبح لغير الله متقربا إليه لحرُم، وإن قال فيه: بسم الله، كما (٦) يفعله طائفة من منافقي هذه الأمة، الذين يتقربون إلى الكواكب بالذبح والبخور (٧) ونحو ذلك.
وإن (٨) كان هؤلاء مرتدين لا تباح ذبيحتهم بحال، لكن يجتمع في الذبيحة مانعان. ومن هذا الباب: ما يفعله الجاهلون بمكة من
_________
(١) (ع): حقيقته كحقيقة (ط) ساقط.
(٢) سورة المائدة آية ٣.
(٣) (ط): هذا هو.
(٤) (ط): به. ساقطة.
(٥) (ط):و.
(٦) (ع) (ط):كما قد.
(٧) (ط): النذور. وعلق في هامش (ع) وكتب عليه حرف (خ) إشارة إلى ما في النسخة الأخرى.
(٨) (ط):إن.
1 / 72