Интикасат муслимин
انتكاسة المسلمين إلى الوثنية: التشخيص قبل الإصلاح
Жанры
لقد تسببت الطريقة العمرية في الحكم بارتداد خمسمائة مسلم بدون مبرر مكافئ لهذه الخسارة، وكانت نتيجة العدالة العمرية أن الفزاري لم يأخذ حقه الذي أراده له عمر، مضافا إلى ذلك ارتداد جبلة ورجاله! فلا أخذ الفزاري حقه ولا ظل جبلة ورجاله مسلمين، إن جعل القصاص من لطمة أعلى وأفضل من نشر الإسلام هو ليس من السياسة ولا حتى من الكياسة، فتقديم جزء من الدين (القصاص) على الدين نفسه هو صد عن هذا الدين.
كان بإمكان عمر أن يعوض الفزاري عن اللطمة من بيت المال دون أن تتحقق هذه الخسائر، لكنها سياسة الفرد شيخ القبيلة الذي قد لا يلتفت إلى حلول أخرى يمكن أن ينبهه لها شركاؤه في الحكومة من وزراء ومتنفذين، كما هو الحال في بقية دول الدنيا؛ لأنها ببساطة لم تكن دولة.
الجزء
نحو تأسيس ثقافي للقيم
قبل أن تقرأ الموضوع
نعتني أحدهم بالقمام الذي لا يجمع سوى قمامة التاريخ، والقمام بالبلدي الفصيح هو «الزبال»، معبرا بذلك عن كوني جامع قمامة، وجمع القمامة في التراث العربي الأبي التليد هو مهنة حقيرة ومحتقرة أراد الكاتب تحقيري بها؛ لأن العربي أصلا يأنف من العمل اليدوي كالزرع والحصد والصنع، ويحتقر الإكارة «الفلاحة»، فما بالك بمن ينظف له قمامته؟ المهم أنه بعد أن ينظف لهم القمام قمامتهم يحتقرونه، بهذا المعنى قصدني الأخ المسلم، دون أن يسأل نفسه من أين لي بهذه القمامة؟ وما هي هذه القمامة بالضبط التي أسقط عليها وأجمعها؟ أليست قمامة ثقافتك يا أخي المسلم أم أني صانعها؟ إني عندما أنظف عقلك أكون باحثا محترما لا يخجل من النبش في القمامة؛ فالباحث كالطبيب ينظف الجروح من القيح والوسخ ويطهرها من الأدران، ثم يرقى فوق ذلك بكونه ينظف الدماغ مما فيه من قمامة، ولنركز هنا إذن على القيم الأخلاقية التي هي الملكية الخاصة للمسلمين التي يباهون بها الأكوان بدلا من القمامة.
تعال يا أخي المسلم نكشف معا عن قمامة ثقافتك ومناهجك في التفكير، حتى تعود سليما معافى تشارك الدنيا في العطاء وتنعم مع المنعمين فيها بالتقدم والسعادة والرفاه والمعرفة والرقي العلمي والأخلاقي، عوضا عن القتل والقتال.
الفصل الأول
تبسيط مفهوم القيم
يقول الدكتور محمد إبراهيم كاظم في دراسته «التطور القيمي وتنمية المجتمعات الدينية»: إن الاتفاق على تعريف جامع مانع للقيم صعب المنال، وإن اتفق على أنها مقياس أو معيار نحكم بمقتضاه ونقيس به ونحدد على أساسه المرغوب فيه والمرغوب عنه، سواء كان هذا المقياس هو الإنسان أو المجتمع أو الله. (صادر عن المركز القومي، 1997م، ص11) إذن الطرف الأساسي هنا هو الإنسان؛ لأنه من سيطبق حكم القيمة وعليه فلا وجود لأي قيم في غياب الإنسان؛ لأنها بدون الإنسان لا يمكن لها أن تفعل ولا حاجة لها ولا أثر ينتج عنها؛ لذلك تختفي باختفائه، هي ظل الإنسان على الأرض، هي كالحضارة تماما التي ما كانت لتوجد لولا موجدها الإنساني، وعندما أوجد الحضارة بدأ فرزها القيم.
Неизвестная страница