Интеллектуальная борьба в колонизированных странах

Малик Беннаби d. 1393 AH
76

Интеллектуальная борьба в колонизированных странах

الصراع الفكري في البلاد المستعمرة

Издатель

دار الفكر الجزائر / دار الفكر دمشق

Номер издания

الثالثة

Год публикации

١٤٠٨ هـ = ١٩٨٨ م / ط ١ القاهرة ١٩٦٠ م

Место издания

سورية

Жанры

تشويه القرآن الكريم، غير أن هذه المحاولات الأثيمة لم تحظ بأي نجاح، لأن دائرة الأفكار القرآنية تلغي بنفسها تلقائيًا كل فكرة دخيلة عليها، فتطردها وتقصيها عن دائرتها. حتى إنه ليمكننا القول إن السبئيين قد نجحوا، إلى حدٍ ما، في مساعيهم الأثيمة ضد الحكم الإسلامي، إذ أنهم تمكنوا من تغيير مجراه منط واقعة صفين، ولكنهم مع ذلك لم يتمكنوا من تغيير ذرة من دستوره المنزل، لأن القرآن يدفع عن نفسه الأباطيل، ويطرد كل دخيل عليه. فما كان لأحد من السبئيين أو غيرهم، أن يضيف إليه شيئًا، مثل قصة «الغرانيق». ذلك لأن الأفكار عامة، لها من قوة الدفاع عن نفسها مما يخولها سلطة، تفرض بها رقابة على كل ما يكون من شأنه أن يشوه معناها أو يفقدها وحدتها: إنها تطرده فورًا من دائرتها. فكذلك الأفكار القرآنية قد استخدمت خلال القرون قوتها ضد كل محاولة تحريف أو تزييف، وفرضت رقابتها على كل دخيل عليها مثل قصة (الغرانيق)، تطرده من دائرتها مقصية بذلك شحنة الإيحاءات السلبية التي يحملها الدخيل إليها، حتى لا يكون لها، أي أثر سيئ على الضمير الإسلامي في النهاية. وهكذا كان مصير جميع المحاولات التي أريد بها تشويه القرآن وتحريفه عبر التاريخ، لأن الأفكار القرآنية خاصة، والأفكار من حيث هي أفكار عامة، وفي نطاق شروط اجتماعية معينة، تقوم بدور المصفي بالنسبة للأفكار الدخيلة، المشتبه فيها، التي تحاول يد خفية أن تزجها في دائرتها. غير أن لهذه الرقابة، وهذه السلطة، التي تحتمي بها من أفكار الغش والدس، شرطًا نفسيًا- اجتماعيًا يمكننا فهمه على ضوء قصة (الغرانيق): لماذا لم

1 / 79