Гуманизм: очень короткое введение
الإنسانوية: مقدمة قصيرة جدا
Жанры
سابعا: الإنسانويون علمانيون؛ بمعنى أنهم يفضلون مجتمعا ديمقراطيا مفتوحا تتخذ فيه الدولة موقفا حياديا فيما يتعلق بالدين، وتحمي حرية الأفراد في اتباع واعتناق، أو رفض ونقد، الأفكار الدينية والإلحادية على حد سواء. وبينما يعارض الإنسانويون أي محاولة لإجبار الناس على اعتناق أي معتقد ديني، فهم معارضون بالقدر نفسه لإجبار الناس على الإلحاد، كما حدث في ظل حكم أنظمة شمولية معينة.
ثمة عدد من الرؤى الأخرى التي أحيانا ما ترتبط أيضا بالإنسانوية ولم أعرضها هنا. فعلى سبيل المثال، لاحظ أنه لا يجب على الإنسانوي، بوصفه الوارد هنا:
أن يكون يوتوبيا، مقتنعا أن استخدام العلم والعقل سيقود حتما إلى «عالم جديد بديع» من السلام والرضا.
أن يؤمن بأن البشر «وحدهم» هم المهمون، من الناحية الأخلاقية؛ فكثير من الإنسانويين يعتبرون سعادة ورفاهية الأنواع الأخرى مهمة أيضا.
أن يكون نفعيا، معتقدا أن تعظيم السعادة وتقليل المعاناة هو كل ما يهم، من الناحية الأخلاقية. وبينما يعتنق بعض الإنسانويين مذهب النفعية، وجميعهم تقريبا يعتقدون أن السعادة والمعاناة مهمتان من الناحية الأخلاقية؛ فليس كل الإنسانويين نفعيين.
أن يعتنق أشكال المذهب الطبيعي التي تقول بأن العالم الطبيعي المادي هو الواقع الوحيد الموجود، و/أو أن الحقائق الطبيعية المادية هي الحقائق الوحيدة الموجودة. يعتنق الكثير من الإنسانويين، وربما أغلبيتهم، شكلا من أشكال المذهب الطبيعي؛ بل إن بعضهم يعرف ضرب «الإنسانوية» الذي يعتنقه على أنه يتضمن أفكار المذهب الطبيعي. إلا أن التعريف الأرحب المستخدم هنا يتيح للإنسانويين نقد المذهب الطبيعي إن أرادوا ذلك. صحيح أن الإنسانويين يرفضون الإيمان بالآلهة والملائكة والشياطين وما إلى ذلك، أو على الأقل يتخذون موقفا لا أدريا بشأنها، لكن لا يقتضي ذلك اعتناقهم للمذهب الطبيعي. خذ كمثال عالم رياضيات يؤمن أن الرياضيات تصف واقعا رياضيا غير طبيعي (جنة رقمية من نوع ما). إن عالم الرياضيات هذا يرفض المذهب الطبيعي، لكن ذلك لا يستلزم أنه لا يمكن أن يكون إنسانويا. أو خذ كمثال فيلسوفا يرى أنه أثبت، على سبيل المثال، أن الحقائق الأخلاقية أو الحقائق بشأن ما يدور في عقولنا الواعية ، هي حقائق موجودة إلى جانب جميع الحقائق الطبيعية والمادية. مجددا، لا أرى سببا يمنع مثل هذا الفيلسوف من أن يكون إنسانويا. وكشف مسح حديث عن أنه من المشتغلين بالفلسفة لا يؤمن بالإله سوى 14,6٪، وأنه دون 50٪ مباشرة منهم يعتنقون المذهب الطبيعي. وأرى أنه لا ضرورة من التقيد بتعريف ل «الإنسانوية» يستبعد على نحو تلقائي الذين لا يؤمنون بالمذهب الطبيعي أو لا يؤمنون بوجود آلهة.
أن يعتنق المذهب العلمي، معتقدا أن كل سؤال جوهري يمكن من حيث المبدأ أن يجيب العلم عنه. ولنأخذ الأسئلة الأخلاقية مثالا على ذلك. بإمكان الإنسانويين القبول - وغالبا ما يقبلون - بأن العلم والعقل وحدهما غير قادرين على تحديد الصواب أو الخطأ أخلاقيا، رغم أن قراراتنا الأخلاقية يمكن أن تستقى من الاكتشافات العلمية. وقد يفترض الإنسانوي أن هناك أسئلة أخرى - مثل: «لم توجد الأشياء في الأساس؟» - هي أيضا أسئلة جوهرية لا يستطيع العلم الإجابة عنها. ولا يتشكك الإنسانويون إلا في إجابة واحدة بعينها؛ وهي أن الكون من صنع إله واحد أو أكثر.
من أجل تفنيد الإنسانوية كما وصفتها، لا يكفي أن أفند اليوتوبية أو النفعية أو المذهب العلمي أو المذهب الطبيعي. فبإمكان الإنسانوي أن يرفض هذه المذاهب الفلسفية كلها أو أن يظل محايدا إزاءها.
ينتقد الإنسانويون أحيانا لأنهم لا «يؤيدون» أي شيء، وكثيرا ما يتم تصويرهم على نحو مبالغ فيه في صورة معترضين، تتشكل صورتهم بالكامل من خلال ما يرفضونه؛ وهو الإيمان بوجود إله أو آلهة.
لكن لاحظ أنه حتى المؤله (المؤمن بوجود إله) يرفض الإيمان بالآلهة العديدة «الأخرى» التي آمن بها الناس عبر القرون (مثل آلهة الرومان والإغريق والنورديين وشعوب المايا والمصريين القدماء وما إلى ذلك). ويظل الإنسانوي غير مقتنع بوجود إله من الأساس.
Неизвестная страница