Гуманизм: очень короткое введение
الإنسانوية: مقدمة قصيرة جدا
Жанры
لم ينبغي احترام الحرية، والإبقاء على المساواة بين البشر؟ لهذين السؤالين إجابة حاضرة في السياق الديني؛ لأن الإله، كما سيقال، خلقنا سواسية، ويعتني بنا على نحو متساو، ووهبنا إرادة حرة كي ننتقي خيارات عقلانية. وبمجرد استبعاد السياق الديني، يمكن أن يبدو وجود الحقوق متقلقلا.
ويذهب تريج إلى أنه بمجرد أن يفقد هذا الأساس الديني، فثمة خطر حقيقي في أن المجتمع سينزلق إلى الشمولية. فقط في حالة إدراك الدولة وجود شيء أعلى - شيء يراقب تجاوزها - سيكون ميل الدولة الطبيعي للانزلاق إلى الشمولية تحت السيطرة. يقول تريج في هذا الشأن:
سيرغب كثيرون في رؤية المزيد من إقرار الدولة العلني بسلطة الإله؛ لأن هذا وحده، كما يبدو، قد يعد قيدا على سلطات المؤسسات البشرية.
بمجرد أن تتنصل الدولة من أي أساس ديني لها، فهي تقر بعدم وجود أي مراقبة على سلطاتها عدا تلك المستعدة للإقرار بها.
وهكذا يبرر تريج تحالف الدول الغربية مع الكنائس المسيحية على أساس أن هذا يوفر وسيلة الكبح الضرورية لميل هذه الدول إلى التحول إلى الشمولية؛ وهذا تبرير ذكي! لكن هل يصمد أمام النقد؟ لا أعتقد ذلك.
بادئ ذي بدء، لا يتضح إطلاقا وجود دعم من الشواهد التاريخية لزعم تريج أن الدين يعمل كوسيلة لكبح الميل الشمولي للدولة. وأثناء إحدى مراحل حياتي المبكرة، كانت دولة شمولية تجتاح معظم أوروبا. كيف استجابت الكنائس المسيحية للتهديد المتصاعد؟ في كثير من البقاع، رحب أقطاب الكنائس بقدوم النازيين.
صحيح أنه كانت هناك احتجاجات دينية من وقت لآخر على المعاملة المتزايدة الوحشية لليهود، لكن ينبغي النظر في هذه المسألة في مقابل السياق الأكبر الذي شهد تفشي معاداة السامية التي ساعدت الكنائس المسيحية على نشرها.
فعلى سبيل المثال، في عام 1936، بعث كبير أساقفة بولندا بخطاب يعترض فيه على العنف ضد اليهود. قد ترى أن هذا أمر محمود دون تحفظ من جانبه، لكن إليك مقتطفا من خطابه:
الحقيقة أن اليهود يحاربون الكنيسة الكاثوليكية، وهم مصرون على التفكير الحر، وهم في طليعة دعاة الكفر، والداعمون للبلشفية وإسقاط النظام القائم. والحقيقة أن لليهود تأثيرا خبيثا على منظومة الأخلاق، ودور نشرهم تنشر المواد الإباحية. والحقيقة أن اليهود مخادعون ومرابون وقوادون. والحقيقة أن التأثير الديني والأخلاقي لشباب اليهود على الشباب البولندي تأثير سلبي.
هذا الخطاب، الذي كتبه أعلى قامة كاثوليكية في بولندا، قرأه الواعظ بكل كنيسة كاثوليكية بولندية في عام 1936. وبينما عارض الخطاب العنف الممارس ضد اليهود، فقد أوضح الازدراء الذي كان يكنه كثير من المسيحيين الأوروبيين لليهود قبل محرقة اليهود.
Неизвестная страница