وهو يتنفس بخياشيم مثل السمك، ولكن هذه الخياشيم تمتاز باشتجارها واشتباكها وصفائحها بحيث يمكن اختزان الهواء فيها، ثم هو لا يخرج إلا عندما تزول الشمس؛ أي: يزول الحر وتكثر الرطوبة حتى لا تجف خياشيمه.
وكثير من السمك له هذه القدرة؛ إذ إن خياشيمه كثيرة الاشتجار والاشتباك بحيث يمكنها اختزان مقدار كبير من الهواء، فإذا خرجت من الماء استعملت هذا المختزن، وهذا هو شأن القرموط الذي يبقى طويلا خارج الماء.
ولكن هناك أسماكا أخرى تختزن الهواء في مثانة تقع تحت السلسلة الفقرية، وهي بمثابة المستودع للهواء، والأغلب أن الأصل في هذه المثانة هو فساد الهواء في الضحاضح والمنافع الوخمة؛ فإن السمكة هنا تختنق بالغازات السامة التي تنشأ في هذه الوخامة، فهي تختزن مقدارا كبيرا من الهواء في مثانتها للاستعاضة به عن الهواء الفاسد.
ثم هناك أسماك تستخدم هذه المثانة في تخفيف أجسامها أو تثقيلها وقت الحاجة إلى الارتفاع أو الهبوط في الماء ببسط هذه المثانة أو تقليصها.
أما الحركة فوق اليابسة فأسهل شأنا للسمك؛ لأن الزعنفة التي تدفع الماء للسباحة تستطيع أيضا أن تدفع الرمل أو الصخر للنقل عليها، وبالطبع تختلف الأسماك هنا في هذه المقدرة، فإن الإنكليس «ثعبان السمك» يتنقل بعضلات بطنه، وزعانف البيريوفتلم من القوة والمرونة بحيث يمكنها أن تقطع نصف كيلو متر بها على الرمل.
والحلقة التي تصل بين سلسلة التطور في البحار وسلسلة التطور على اليابسة هي الضفدع، وهي تمثل لنا في حياتها وتدرجاتها، كما لو كانت تريد تعليمنا، كيف تحيى في طفولتها وهي سمكة لها خياشيم للتنفس في الماء وزعانف للسباحة، ثم كيف تستحيل إلى ضفدع لها يدان وساقان بأصابع للمشي على اليابسة ورئة لتنفس الهواء.
وقد ظهرت الأسماك منذ حوالي 400 أو 300 مليون سنة، وكان معظمها يعيش في مياه الغدران والأنهار والمناقع وكان يكثر على سواحل البحار الكبرى حيث الغذاء أوفر.
وكثير من هذه الأسماك قد انقرض، ولكن كثيرا منها، مع بدائيته الواضحة مثل السمك للمبري، لم ينقرض، وأحيانا نجد أحافير بعض السمك ثم نجد هذا السمك نفسه لا يزال حيا.
وليس في هذا تناقض، فإن سمكة السيلاكانت، التي لا تزال حية، عرفت أحافيرها التي دفنت وتحجرت منذ ستين مليون سنة وكانت كثيرة، ولكن عندما نصل إلى الطبقات الجيولوجية التي تعود إلى 50 أو 60 مليون سنة نجد أن هذه الأحافير قد زالت أو أوشكت.
وزوالها لا يعني أنها انقرضت، وإنما يعني أنه حدثت ظروف جعلت هذه السمكة تنتقل من مكانها الأصلي إلى أماكن منزوية بعيدة حيث يقل الأعداء.
Неизвестная страница