Человек, животное и машина: постоянное переопределение человеческой природы
الإنسان والحيوان والآلة: إعادة تعريف مستمرة للطبيعة الإنسانية
Жанры
ومن الجدير بالذكر أننا نتساءل بصفة خاصة عن مسألة «الذكاء» لدى الحيوانات الأكثر تطورا مثل الفقاريات والرخويات مثل الأخطبوط. وإجمالا تعتبر هذه الحيوانات أكثر ذكاء مما كنا نعتقد على مدار فترات طويلة وبالإضافة إلى ذلك يؤدي كل اكتشاف جديد إلى النظر إلى الذكاء الحيواني على أنه في تطور متزايد.
وفيما يلي بعض الأمثلة: (1-1) ذكاء الثدييات والطيور
لن نندهش من وجود قدرات ذكاء ملحوظة للغاية لدى الشمبانزي لا سيما أننا نعلم أنه يستطيع استخدام الأدوات أو تعلم مبادئ اللغة بالتواصل مع الإنسان (انظر الفصل الثامن). ويستطيع الشمبانزي أيضا أن يقوم بأنشطة ترتيب الأشياء (حسب الشكل أو اللون ...) ولكن هذه الملاحظات التي تنم عن ذكاء مرتفع جدا قد شوهدت أيضا لدى كل الحيوانات ذوات الدم الحار سواء الثدييات أو الطيور. فقد استطاع هيرمان وزملاؤه في السبعينيات تعليم بعض الدلافين تنفيذ التعليمات التي يعطيها لها الإنسان في شكل إشارات حركية عشوائية. وتستطيع الجرذان تعلم القواعد المعقدة مثل «اختيار علبة مماثلة لتلك التي وضعت بها للتو» كما دلل على ذلك ألكسنسكي وآخرون في المركز القومي الفرنسي للبحث العلمي في جيف-سور-إيفت بفرنسا (عام 1978). ويدرك العديد من الثدييات والطيور مفهوم العدد وهي قادرة على العد حتى رقم سبعة أو ثمانية. ولقد رأينا سابقا رد فعل الحمام عند رؤية صورة شفافة تعكس مفهوما عاما مثل مساحة ممتدة من المياه أو غابة (انظر الفصل الثاني). ويستطيع الحمام أيضا تعميم شكل حرف أبجدي مكتوب بطرق مختلفة بطريقة مماثلة لتلك التي نتبعها حينما نقرأ رسالة مكتوبة بخط اليد. ويمكنه أيضا تمييز مفهوم «شيء جديد» نسبة إلى أشياء معروفة من قبل. وتستطيع طيور أبي زريق التعرف على «متتالية منطقية من الأشكال» وهي مشكلة يقابلها الإنسان بطريقة مختلفة خلال اختبارات نسبة الذكاء! ويمكننا بالطبع مضاعفة عدد الأمثلة.
استطاعت الباحثة الأمريكية إيريني بيبربرج بداية من الثمانينيات تعليم بعض الببغاوات القيام بمهام شديدة التعقيد مثل ترتيب الأشياء حسب الشكل أو اللون، أو فهم حوالي خمسين كلمة، أو إدراك مفهوم «المتشابه» و«المختلف» أو تقدير مفهوم الحجم النسبي للأشياء، وذلك باتباعها لأسلوب تعليم مبتكر يسمى «أسلوب النموذج وعكسه» الذي يعتمد على وضع الببغاء أمام شخصين يقول أحدهما للآخر أسماء الأشياء التي يستخدمانها، بحيث يكافأ أحدهما إذا توصل إلى الإجابة الصحيحة. ويثير هذا الموقف الاجتماعي اهتمام الببغاوات وقدرات التعلم لديها بصورة كبيرة.
وتكشف هذه الأبحاث الحديثة التي أجريت على طيور اشتهرت دون وجه حق بأنها محدودة الذكاء، عن سرعة تطور معارفنا في هذا الميدان وإلى أي مدى قللنا من شأن ذكاء الفقاريات (وأيضا بعض الرخويات مثل الأخطبوط). وينبغي أن نتوقع اكتشافات عديدة في هذا المجال في السنوات القادمة لا سيما لدى الأنواع الأكثر ذكاء من الثدييات مثل القردة العليا أو القردة الشبيهة بالإنسان أو الدلافين أو آكلي اللحوم أو الفيلة، والطيور مثل الغربان أو الببغاوات أو أشباهها. على الرغم من شدة الذكاء البشري، فإنه يستمد أصوله من الذكاء الحيواني الذي لا يزال يستهان به بصورة كبيرة! (2) هل يمكن أن تكون الآلات ذكية؟
إن تصنيع آلة ذكية هو حلم قديم للمهندسين، والآلة «الذكية» هي أساسا آلة تقوم بشيء يستطيع الإنسان وحده فعله دون بقية الحيوانات كافة. وبما أن القدرة على الكلام كانت لفترة طويلة أحد المعايير الأساسية للتفرقة بين الإنسان والحيوان، فقد انكب العديد من المهندسين على استحداث آلات ناطقة، وحاول البعض الآخر تصميم آلات تلعب الشطرنج أو تجد حلا لمشاكل أخرى تعتبر معقدة. وسنناقش باختصار هذين المثالين. (2-1) المهندسون يريدون إنطاق الآلات
كان ديكارت يفسر من قبل أنه من أجل إنطاق آلة ما، يتعين إعادة إنتاج الأصوات البشرية من ناحية، ومن ناحية أخرى تنظيم هذه الأصوات بحيث تشكل خطابا ذا معنى. فكان يستطيع الإقرار بأن المحاكاة الصوتية للحديث ممكنة في المستقبل، ولكنه كان يستبعد إمكانية قدرة آلة ما في يوم من الأيام على ترتيب الحديث «بطريقة مغايرة للرد على معنى ما سيقال في وجودها».
1
فكان الإنسان وحده هو من يستطيع القيام بذلك حينئذ.
وفي القرن الثامن عشر حاول متخصصو الآلات في عصر النهضة مواجهة هذا التحدي بتناول قضية إعادة إنتاج الأصوات أولا. فقد أطلق جاك دي فوكونسن، وهو مبتكر العديد من الآلات ذاتية الحركة الشهيرة، والذي يعتبر، عن جدارة، أحد رواد الذكاء الاصطناعي، مشروع «المتحدث» الذي لم ينجح في إنهائه. وفي عام 1783 صمم القس ميكال «رأسين ناطقين» قادرين وفقا للافوازييه وفيك دازير على إعادة إنتاج الصوت البشري بصورة غير متقنة.
Неизвестная страница