Османский переворот

Журджи Зайдан d. 1331 AH
120

Османский переворот

الانقلاب العثماني

Жанры

قال: «اعلمي أنك صرت في خطر الموت منذ علم عبد الحميد أنك حامل، ولما لم تفلح الحاضنة بإسقاط حملك كلفني قتلك بالسم خلسة. قد يخطر ببالك الشك في قولي، لكنك تتحققين صدقه متى تذكرت تردد هذا الطاغية في شأنك؛ كم غالطك وأهملك! ثم هو لم يؤجل قتلك إلا لأنه احتاج إليك في المهمة الأخيرة. لا أعلم ما الذي يريده منك، ولكنه ما زال يلح علي لتنفيذ أمره بقتلك حتى صباح الأمس، فأمرني أن أنقطع عن قصرك بضعة أيام ففعلت. ولعلك إذا تذكرت ما كلفك به بالأمس تتحققين صدق قولي.»

فتذكرت القادين ما خاطبها به عبد الحميد في شأن استطلاع سر شيرين، وهي رغم حبها له كانت تعتقد غدره مما عرفته من سيرة حياته مع الذين قتلهم من رجاله بعلمها، فأطرقت حينا وسبق إلى ذهنها صدق الدكتور في قوله، وظلت ساكنة.

فابتدرها قائلا: «قد ترتابين في كلامي، وربما حدثتك نفسك أني أكذبك، وقد تنقلين خبري إلى هذا الطاغية، فأنا لا أبالي إذا مت في هذا السبيل، ولكن موتي لا ينجيك من القتل فافعلي ما بدا لك.»

وكانت القادين قد سمعت بعض ما دار بين شيرين والدكتور من الحديث، ولا سيما قوله إنه يتمنى أن يموت كما مات رامز في سبيل مصلحة الأحرار وطلب الدستور فغلب على ظنها صدقه، لكنها أرادت أن تتثبت من ذلك فقالت: «وما الذي يسيء عبد الحميد من حملي حتى يريد قتلي؟»

قال: «ألست أرمنية الأصل؟» قالت: «[بلى]».

قال: «ألم تعلمي خوفه من الأرمن وكم قتل منهم؟ وأزيدك علما أن بعض المنجمين تنبأ له بأن سقوط دولته سيكون على يد ولد منه تلده امرأة أرمنية، فلما علم بحملك رغم الوسائل التي اتخذها أصبح همه قتلك، وعهد في ذلك إلي فرضيت، وأنا أؤجل ذلك عامدا لأني أشفقت على صباك.»

فقالت: «كيف رضيت أنت أن ترتكب هذه الجريمة؟»

قال: «حاشا لله أن أفعل ذلك! إني حر صادق لا أقتل النفس البريئة، وإنما قبلت ليتيسر لي المكوث في هذه القصور أستطلع أخبارها لإخواني الأحرار. أنا يا سيدتي جاسوس للأحرار هنا، أقول لك ذلك بكل حرية، ولا يفيدك أن تنقلي خبري إلى هذا الطاغية، ولا يهمني إذا نقلته، فإني أتشرف بالشهادة في هذا السبيل. نحن ألوف نطلب الدستور، ولو قتل نصفنا في سبيل نيله لا نبالي لأن النصف الباقي يناله، وسيحفظ التاريخ ذكرنا، أما أنت فإنك مقتولة لا محالة لأن عبد الحميد يرى بقاءك سببا لقتله. وإذا بقيت حية حتى تلدي فإن طفلك يقتل أولا ثم تقتلين أنت، إلا إذا قبلت نصحي ونجوت بنفسك ورجعت عن عبادة هذا الظالم وكفرت عن ماضيك بالانحياز إلى الأحرار. هذه نصيحتي لك، فافعلي ما تشائين. والسلام.»

وكان الدكتور يتكلم كأنه صاحب سلطان، فكان لكلامه تأثير شديد في نفس القادين ، واعتقدت صدقه وخافت على حياتها وحياة جنينها، فأطرقت وقد جمد الدم في عروقها. وشيرين تسمع ما دار من الحديث وتعجب لهذه المصادفة، واغتنمت الفرصة لتأييد قول الدكتور فوجهت كلامها إلى القادين وقالت: «يا سيدتي إني أنصح لك أن تصغي إلى نصحه. وإذا حدثتك نفسك بغير ذلك وأردت نقل خبرنا إلى عبد الحميد فقد علمت أن الموت لا يهمنا. أما الدكتور فقد ذكر لك السبب، أما أنا فهل تظنين أني أحب الحياة بعد ذهاب حبيبي رامز ضحية الدستور غدرا؟» قالت ذلك وعادت إلى البكاء.

فتأثرت القادين من كلامها، وكانت من أهل الذكاء والدهاء ولكن حبها عبد الحميد أعمى بصيرتها، فلما داخلها الشك في حبه بما سمعته من كلام الدكتور ن دلها عقلها على ما خادعها به، وأنه لم يظهر لها الحب إلا حين احتاج إليها في مهمة تعنيه كما فعل وقت حادثة الأرمن وغيرها، وتذكرت تردده في العقد عليها، فصح عندها صدق الدكتور في أقواله ولم يبق لديها شك في ذلك، فالتفتت إليه وقالت: «قد صدقتك يا دكتور، فما العمل الآن؟»

Неизвестная страница