Османский переворот

Журджи Зайдан d. 1331 AH
105

Османский переворот

الانقلاب العثماني

Жанры

وكان لكلام سعيد وقع عظيم في نفوس الحضور حتى لم يبق إلا من وافق على هذا الرأي، ولما عرضه الرئيس على الأكثرية وافقوا عليه بالإجماع. وكان رجال العسكرية أكثر سرورا به لأنهم أهل سيف. ومع ذلك وقف الرئيس وقال: «نقبل هذا القرار رغم إرادتنا، لأنه مخالف للخطة التي رسمناها من أول إنشاء جمعيتنا، لكننا قبلناها أولا لأنها وصية أستاذنا، وثانيا لأن السياسة تقتضيها، وقد أقرها الأعضاء.»

ثم عرض مسألة بقاء عبد الحميد على العرش إذا حصلوا على الدستور، فاختلفت الآراء فيه واتفق الرأي على أن ينظر في ذلك فيما بعد، فإذا وفقوا إلى نيل الدستور تصرفوا حسب الأحوال.

ثم أوعز الرئيس إلى الكاتب أن يبلغ هذا القرار إلى شعب الجمعية في مناستير وغيرها فأجاب مطيعا، ثم سأله الرئيس: «كم الساعة؟»

فقال الكاتب: «الثانية بعد نصف الليل.»

فقال الرئيس: «لم يأتنا خبر حتى الساعة من الأخ المقيم في يلدز، وقد عودنا أن يرسل الأخبار كل يوم أو يومين.»

فقال الكاتب: «لم يتأخر عن الإرسال، فقد أتتني رسالته في هذا المساء وهي مكتوبة بالشفرة كالعادة، ولم أتمكن من حلها قبل مجيئي.»

فاستأذن رامز في أن يساعده في حلها، لأنه خبير بذلك فأذن له. ثم أعلن الرئيس رفع الجلسة عشر دقائق ريثما يفرغ الكاتب ورامز من حل رموز تلك الرسالة، فنهضوا وخرجوا إلى قاعة الاستراحة، والتفوا جميعا حول سعيد بك وجعلوا يسألونه عما مر به من الأهوال ويتحادثون ويتفاوضون، وتناولوا بعض المنعشات. ثم عادوا إلى الجلسة فقال الرئيس للكاتب: «هل في رسالة أخينا شيء جديد؟ اقرأها.»

فقرأ: «خذوا حذركم، إن المسألة أخذت دورا جديدا. انتبهوا جيدا، إن الطاغية بعث إلى ناظم بك قومندان سلانيك أن يفتك بالجمعية ويقتل على الشبهة، فمن قدر أن يقبض عليه ويرسله إلى سلانيك أرسله، وإلا فهو مفوض بالقتل سريعا، وله الجوائز على ذلك. وأخشى أن يطلع على محل الجمعية فيباغتكم برجاله ... خذوا حذركم.»

وكان الكاتب يقرأ والقوم صامتون مبغوتون، فلما فرغ من القراءة ضج الحضور، وكان أعلاهم صوتا الملازم ك، فإنه قال: «قد اقترب أجله، قولوا: رحمة الله عليه!»

فعجبوا من تعبيره وفرحوا بحماسته، وقال الرئيس: «قد سمعتم ما جاءنا من أخينا في يلدز عن ناظم بك، فما قولكم؟»

Неизвестная страница