هل يتطوع للزواج بابنتها ويمنح الطفل اسمه؟
كان واقفا مثل تمثال حجري يحملق في ظهرها المحني وهي تبتعد، من حوله الطلاب يتأهبون للخروج في التظاهرة إلى ميدان التحرير، في أعماقه رغبة طفولية في التضحية، يمكن أن يضحي بحياته من أجل الوطن ويموت برصاصة في التظاهرة، فلماذا لا يقدم هذه التضحية البسيطة من أجل هذه الأم المطحونة وابنتها البائسة؟
رفضت الأم نقوده بكبرياء، فهل تقبل أن يتزوج ابنتها بدافع الشفقة؟
في عينيها رأى الكبرياء والشموخ بالرغم من الفقر والخضوع.
اختفى ظهرها المحني في زحام الطلاب لكن طيفها لم يبرح خياله، أصبح يلوح له في النوم.
شرعت سعدية تتقلب فوق المرتبة، راح الحلم وضاع الأمل الوحيد الباقي، لن يصبح لابنتها زوج محترم، ولا بيت فيه مطبخ وحمام، ستظل ابنتها تعيش في هذا الزقاق، تقف في الطابور المزدحم لتملأ الصفيحة بالماء، لن يكون لها حفيد يذهب إلى المدرسة والمعهد العالي، ويصبح رجلا محترما يجلس وراء مكتب.
آه يا ربي ليه تكسر قلبي؟ ليه تبهدلني البهدلة دي؟ ليه تاخد مني الأمل الوحيد؟ وإنتي يا هنادي يا بنتي، ليه تكدبي على أمك؟
لكزت ابنتها النائمة بطرف المكنسة : ليه يا هنادي تكدبي على أمك؟
تموء البنت بصوت قطة جريحة. - قومي يا بت قامت قيامتك.
لم تنهض ابنتها إلا بعد أن ضربتها بالمكنسة فوق رأسها وبطنها، وهي تصيح بصوت مذبوح: قومي يا بت اتأخرنا ع الأستاذة.
Неизвестная страница