بِسْمِ اللهِ الرّحْمنِ الرّحِيمِ
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ﷺ تسليمًا كثيرًا.
خرَّج الإمام أحمد (١) وأبو داود (٢) والترمذي (٣) وابن ماجه (٤) في كتبهم:
"أن رجُلًا قدِم مِن المدِينةِ على أبِي الدّرداءِ وهُو بِدِمشْق، فَقَالَ: ما أقْدمك يا أخِي؛
قال: حدِيثٌ بلغنِي أنّك تُحدِّثُهُ عنْ رسُولِ اللهِ ﷺ.
قال: أما جِئْت لِحاجةٍ؟
قال: لاَ.
قال: أمَا قَدِمْتَ لِتِجارةٍ؟
قال: لاَ. قَالَ: ما جِئْتُ إِلاَّ فِي طَلَبِ هَذَا الحدِيثِ؟
قال: نَعَمْ.
قال: فإِنِّي سمِعْتُ رسُول اللهِ ﷺ يقُولُ: «منْ سلك طرِيقًا يبْتغِي فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللهُ بِهِ طرِيقًا إِلى الجنّةِ، وإِنّ الملائِكة تضعُ أجْنِحَتَهَا رِضًى لِطالِبِ العِلْمِ، وإِنّ العالِم ليسْتغْفِرُ لهُ منْ فِي السّمواتِ ومنْ فِي الأرْضِ حتّى الحِيتانُ فِي الماءِ، وفضْلُ العَالِمِ عَلَى العَابِدِ كفضْلِ القمرِ على سائِرِ