145

Повышение и понижение веры и правило исключения в нём

زيادة الإيمان ونقصانه وحكم الاستثناء فيه

Редактор

-

Издатель

مكتبة دار القلم والكتاب،الرياض

Издание

الأولى ١٤١٦هـ/ ١٩٩٦م

Место издания

المملكة العربية السعودية

الاستطاعة، وإماطة الأذى عن الطريق فهذه كلها من الأعمال الإيمانية التي تكون بالجوارح، وما من شك في أن الناس متفاضلون في هذه الأعمال أداء لها ومحافظة عيها وقيامًا بها، فهم ليسوا في ذلك على درجة واحدة، بل بينهم فيها تفاوت عظيم.
الوجه السابع:
إن الإيمان يتفاضل ويزيد وينقص من جهة استحضار الإنسان بقلبه لأمور الإيمان، وذكره لها، ودوامه وثباته عليها، بحيث لا يكون غافلًا عنها، فإن من كان كذلك أكمل إيمانًا ممن صدق بالمأمور به وغفل عنه.
وذلك لأن الغفلة تضاد كمال العلم والتصديق والذكر، وأما دوام الاستحضار وعدم الغفلة فإنه يكمل العلم واليقين ويقوي الإيمان، فالعالم بالشيء في حالة غفلته عنه دون العالم بالشيء حال ذكره له، والعلم وإن كان في القلب فالغفلة تنافي تحققه.
فالغفلة وعدم استحضار الأوامر، لها أثر في نقص كمال الإيمان وضعفه ولهذا قال عمير بن حبيب الخطمي ﵁: "إذا ذكرنا الله وحمدناه وسبحناه فذلك زيادته، وإذا غفلنا ونسينا وضعينا فذلك نقصناه"١. وكان معاذ بن جبل يقول لأصحابه "اجلسوا بنا نؤمن ساعة"٢. وهذا يدلنا على أن الحذر من الغفلة، واستحضار الإيمان سبب لزيادة الإيمان، وعدم ذلك سبب لنقصه. ولهذا فإن الله الكريم نبّه في مواضع كثيرة من كتابه على أهمية الذكرى وعظم شأنها، وخطر الغفلة وشدة ضررها، ومن ذلك قوله: ﴿وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ

١ تقدم تخريجه.
٢ تقدم تخريجه.

1 / 157