Развлечение и дружеская беседа

Ат-Таухиди d. 414 AH
181

Развлечение и дружеская беседа

الامتاع و المؤانسة

Издатель

المكتبة العنصرية

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٢٤ هـ

Место издания

بيروت

وقال: الإنسان بين طبيعته- وهي عليه- ونفسه- وهي له- منقسم، فإن اقتبس من العقل قوّى نوره ما هو له من النّفس، وأضعف ما هو عليه من الطبيعة، فإن لم يكن يقتبس بقي حيران أو متهوّرا. وقال سقراط: الكلام اللطيف، ينبو عن الفهم الكثيف. وحكى لنا أبو سليمان قال: قيل لفيلسوف: ما بال المريض إذا داواه الطبيب ودخل عليه فرح به وقبل منه وكافأه على ذلك، والجاهل لا يفعل ذلك بالعالم إذا علّمه وبيّن له؟ فقال: لأنّ المريض عالم بما عند الطبيب، وليس الجاهل كذلك، لأنّه لا يعلم ما عند العالم. وقال ديوجانس لصاحبه: أما تعلم أنّ الحمام إذا كان سمائيّا كان أغلى ثمنا، وإذا كان أرضيّا كان أقلّ ثمنا. قال- أبقاه الله:- هذا مثل في غاية الحسن والوضوح. وقال ديوجانس: المأكول للبدن، والموهوب للمعاد، والمحفوظ للعدوّ. وقال فيلسوف: التهاون باليسير أساس للوقوع في الكثير. وقال أفلاطون: مثل الحكيم كمثل النملة تجمع في الصيف للشتاء، وهو يجمع في الدنيا للآخرة. وقال فيلسوف: من يصف الحكمة بلسانه ولم يتحلّ بها في سرّه وجهره فهو في المثل كرجل رزق ثوبا فأخذ بطرفه فلم يلبسه. وقال السيد المسيح: إن استطعت أن تجعل كنزك حيث لا يأكله السّوس، ولا تدركه اللّصوص، فافعل. قال فيلسوف: إذا نازعك إنسان فلا تجبه، فإنّ الكلمة الأولى أنثى وإجابتها فحلها، وإن تركت إجابتها بترتها وقطعت نسلها، وإن أجبتها ألقحتها، فكم من ولد ينمو بينهما في بطن واحد. وقال فيلسوف: إنّ البعوصة تحيا ما جاعت وإذا شبعت ماتت. وقال ديوجانس: إن تكن ملحا يصلح، فلا تكن ذبابا يفسد. وقيل لديوجانس: من أين تأكل؟ فقال: من حيث يأكل عبد له ربّ. وقال ديوجانس: كن كالعروس تريد البيت خاليا. قيل لأرسطوطاليس: إنّ فلانا عاقل. قال: إذا لا يفرح بالدنيا. وقيل لفيثاغورس: ما أملك فلانا لنفسه! قال: إذا لا تصرعه شهوته، ولا تخدعه لذّته.

1 / 187