244

Имтаак Асмак

إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع‏ - الجزء1

Редактор

محمد عبد الحميد النميسي

Издатель

دار الكتب العلمية

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م

Место издания

بيروت

أو ابن له، فكاتبها على تسع أواق من ذهب،
فبينا النبي ﷺ على الماء إذ دخلت عليه تسأله في كتابتها وقالت: يا رسول اللَّه، إني امرأة مسلمة وتشهدت وانتسبت، وأخبرته بما جرى لها واستعانته في كتابتها، فقال: أو خير من ذلك، أؤدي عنك كتابتك وأتزوجك! قالت: نعم. فطلبها من ثابت فقال: هي لك يا رسول اللَّه.
فأدى ما عليها وأعتقها وتزوجها، وخرج الخبر إلى الناس وقد اقتسموا رجال بني المصطلق وملكوهم ووطئوا نساءهم، فقالوا: أصهار النبي! فأعتقوا ما بأيديهم من ذلك السبي. وكانت جويرية ﵂ عظيمة البركة على قومها.
فداء أسرى بني المصطلق
ويقال: إن رسول اللَّه ﷺ جعل صداقها عتق كل أسير من بني المصطلق، ويقال: جعل صداقها عتق أربعين من قومها، وقيل: كان السبي: منهم من منّ عليه رسول اللَّه ﷺ بغير فداء، ومنهم من افتدى، وذلك بعد ما صار السبي في أيدي الرجال، فافتديت المرأة والذرية بست فرائض، وكانوا قدموا المدينة ببعض السبي، فقدم عليهم أهلوهم فافتدوهم، فلم تبق امرأة من بني المصطلق إلا رجعت إلى قومها، قال الواقدي: وهذا الثبت. وقيل: إن الحارث افتدى ابنته جويرية من ثابت بن قيس بما افتدى به امرأة من السبي ثم خطبها النبي ﷺ إلى أبيها فأنكحها: وكان اسمها برّة، فسماها [(١)] ﷺ جويرية [(٢)] . قال الواقدي: وأثبت هذا عندنا حديث عائشة أن النبي ﷺ قضى عنها كتابتها وأعتقها وتزوجها.
خبر العزل
وسئل رسول اللَّه ﷺ في هذه الغزوة عن العزل فقال: ما عليكم أن لا تفعلوا؟ ما من نسمة كائنة يوم القيامة إلا وهي كائنة.
فقال رجل من اليهود لأبي سعيد الخدريّ ﵁، وقد خرج بجارية يبيعها في السوق: لعلك تريد بيعها وفي بطنها منك سخلة [(٣)]؟ فقال: كلا، إني كنت أعزل عنها. فقال: تلك الموءودة الصغري!
فلما أخبر رسول اللَّه ﷺ بذلك قال: كذبت يهود.

[(١)] في (خ) «فسما» .
[(٢)] في (خ) «جويرة» .
[(٣)] السخلة: وليدة الغنم، والمراد هنا كناية عن الحمل.

1 / 206