Женщина из Камбу Кдис
امرأة من كمبو كديس
Жанры
نزلت عند الجامعة بعد أن أكد لي سائق التاكسي أنني سوف أجدها أو أجد صديقاتها في ذات المكان الذي أنزلني به، وفعلا وجدتها بسهولة ويسر، وربما هي التي وجدتني، حين رأتني من مسافة بعيدة وأنا أمر أمام الكافتيريا هرولت نحوي ومعها صديقتان، وجدت نفسي دون شعور مني أنظر أولا إلى بطنها، بصورة غير طبيعية، وربما لاحظن ذلك، علقت الصديقتان على أنني أبدو كما لو كنت أخا لعلوية وليس أبا، يشرن إلى مظهري الخارجي وما يتوهمنه من صغر السن، كن يتحدثن باستمرار، أسال نفسي أنا أيضا باستمرار: كم منهن متزوجة زواجا عرفيا، كم منهن يدعرن، كم منهن عفيفات؟ عندما خلوت بعلوية، فاجأتها دون مواربة أو مراوغة: أنتي متزوجة زواجا عرفيا مش كده؟!
قالت - وقد انهارت تماما من هول المفاجأة: عرفت! - نعم، عرفت.
وبحركة سريعة سقطت على رجلي، أخذت تبكي بصورة جعلتني أتعاطف معها، وربما أقف في صفها، إذا كنت أكثر صراحة أقول إنني لمت نفسي، بدت لي طفلة في عهدها الأول، تجمعت بعض الطالبات، سألن إذا كان قد توفي أحد أفراد الأسرة أو أن هناك خبرا أسوأ، ولكن لم نجب بشيء. طلبت منهن أن يتركننا سويا لبعض الوقت، لم تستطع أن تقول شيئا، كانت تنظر إلى الأرض وتبكي في صمت، قلت لها: انخدعت فيك يا علوية، انخدعت.
قالت بصوت مبحوح: كنا حنعلن زواجنا قريبا جدا، ولكن كل شيء بإرادة ربنا. - القرية كلها تعرف، ما عدا أنا فقط، الجميع يضحك علي.
سألتها: وين الزول ده؟ •••
قالوا لي إنه في الحصة الآن، بعد ربع ساعة يمكنني مقابلته، شربت الماء البارد جلس قربي خفير ثرثار، ما ترك شيئا لم يسألني عنه، لم ينجدني منه سوى الجرس الذي دق كمطرقة في رأسي، قال لي الخفير وهو يشير بفمه ويده وعينيه نحو أستاذ يمر أمامنا: ده هو أستاذ سالم.
فالتفت الأستاذ إلي ومضى ظانا أنني أب لأحد التلاميذ، ولكن الخفير صاح فيه مناديا: الزول ده من الصباح منتظرك، يا أستاذ.
طلب كرسيا، جلس قربي في البرنده سأل ماء من أجلي، كانت يده ملآنة بالطباشير ويبدو مشغولا جدا؛ حيث تتحرك عيناه هنا وهناك بحثا عن مفقود ما، كنت أحاول أن أجد ملمحا فيه يدل على فعلته، ولكنه كان شخصا عاديا مثله مثل كل الناس، قدرت عمره وأخلاقياته وجزره العرقي أيضا، قلت له معرفا بنفسي: أنا من قرية الدومات، هل تعرف زول من القرية دي؟
فكر قليلا، قال: لا. - علوية، علوية، هي من قرية الدومات. علوية! ما بتعرف علوية؟
قال باستغراب: علوية، منو؟ - علوية إبراهيم عثمان وردان. - آه، نعم علوية اللي بتدرس في كلية التربية، أيوه قاعدة تحضر عملي هنا عندنا في المدرسة، في شعبة الرياضيات، أنا رئيس الشعبة.
Неизвестная страница