Женщина из Камбу Кдис
امرأة من كمبو كديس
Жанры
والذي جعلها هندية أكثر وأكثر هو أنها تستخدم كريم ديانا مخلوطا بملعقة من اللوكسيدار وملعقتين من الكلى وقليل من الكبريت الأصفر، مما جعل وجهها أبيض كالقمر المكتمل وأظهر شامتها الربانية السوداء بين حاجبيها الكثيفين، آه، يا ليتك رأيتها، حمدا لله؛ لأنك إذا رأيتها ما كنت تهتم بواحدة مثلي لا تستخدم سوى صابون سبتو، لا، لا تظن أنني أستخدم سبتو لأنني فقيرة، لا، ولكن؛ لأن الديانا واللوكسيدار، والكلى وحتى الكليرتون والأمبي تسبب لي حساسية.
ألا ترى هذه البقع السوداء بوجهي، إنها ليست خلقة ربانية ! ولكنها رغم جمال صديقاتها وتهندها ، إلا أنها تعيب عليها قلة أدبها؛ فقلبها فندق، وحبها وغرامها البوليس والجيش وأظنها تحاكي بذلك سيتا حبيبة كومار أبشلخة الخائن، فأنا عكسها تماما لا أذهب إطلاقا لبيوت العزابة ولا ميس الضباط، وأكره ما أكره العسكر والبوليس، وأفضل عليهم بمليون مرة: الطلاب، وكانت تحكي له بينما يلتهم هو السمسمية التهاما، وعندما يفرغ من التهام السمسمية يلتهمها هي، يلتهمها بحرفية وأستاذية تثير إعجاب صديقتها خدوج الهندية به، وحسدها عندما تقص عليها إثر كل مغامرة تفاصيل شبقه وحبه لها.
أخرج بابكر كيس تمباكه، ضغط على الكيس في عدة اتجاهات مختلفة بأنامله مكونا كرة صغيرة من الساعوط، أخرجها بميكانيكية، رفع شفته العليا فبدا كحمار يتشمم بول أنثاه، ثم وضع كرة الصعوط بكل أناة ودقة ما بين شفته العليا ولثته، ثم بصق على الأرض حبيبات صغيرة من التمباك وكح، سأل عن آمنة، عن الإمساك المزمن والذي تعاني منه منذ شهرين؟! كان سيسأل عن آمنة أيضا وعن خديها اللذين يصيران شديدي الاحمرار عندما تجوع أو تقابل - صدفة - أحد دائنيها، أو عندما تقرأ نتيجة المعاينة والتي دخلتها مؤخرا ولم تجد اسمها بين من تم اختيارهم للخدمة، والذين تتفوق عليهم أكاديميا، كان سيسأل لولا أن صوتا نسائيا أخذ يصيح في الخارج مناديا باسمه، صوت سيدة يعرفه تماما ويخافه، فبغير ما شعور منه صاح مرعوبا: هي، هي، هي!
قالها كما لو أن جنديا ينبه رفيقه على ألا يطأ اللغم والذي على بعد نصف خطوة من رجله، هذا الأسلوب هو الذي أرعب بابكر المسكين ومايكل أكول وشل تفكيرهما فوقفا على رجليهما في لحظة واحدة هي اللحظة ذاتها التي ولجت فيها هي الحجرة، لم يبد عليها أنها قد فوجئت بوجود مايكل وبابكر معه بالحجرة، ولكنها تفحصت مايكل أكول بعين نافذة.
كانت سيدة جميلة بغير مقياسه بمقياسك أنت، صغيرة، تلبس في احتشام تام وعلى رأسها خمار، ثم فوق الخمار يلتف ثوبها المتواضع بأنامل كفتيها، تلتف خواتم من الذهب عليها فواريز بألوان شتى، كما أنه لم يكن بمقدور احتشامها إخفاء فتنة جسدية جامحة تخصها، كان صوتها رقيقا وناعما الشيء الذي جعله يعيد النظر في حقيقة أن هذا الملاك الماثل أمامه هو شيطان الأمس ذو القبضة الحديدية والعصي الكتر، والذي كاد يقتله ضربا.
صافحتنا واحدا واحدا واضعة أناملها الرقيقة في أكفنا العجفاء، ولكنه استطاع استشعار قوة رهيبة تكمن وراء تلك الأنامل الناعمة كالزيت، قالت - برقة متناهية كأنها تخاطب عصفورا أثيريا: إنني آسفة لقد كنت متوترة بالأمس. وقالت إنها إذا أثيرت: إذا استغضبت تتملكني روح شيطان ولا أستطيع أن أتمالك نفسي، وبإمكاني تحطيم كل ما يقع عليه بصري حتى ولو كان من الحديد الصلب، وأكدت - وبعينيها دميعات رقيقات صافيات كالبلور ود بابكر المسكين في غرارة شبق روحه لو أتيح له لحسها - إن الله وحده هو الذي نجاه من موت محقق، ثم أجهشت بالبكاء وهي تجلس على منضدة صغيرة من الفلنكة، وهي الأثاث الوحيد بالحجرة بالإضافة إلى العنقريب العجوز القصير ذي الحبال المزيفة. ببكائها أحس ثلاثتهم بطمأنينة بالغة وهم يراقبون إسحاح الدميعات الصافيات كأنها قطرات ندى على بتيلات غاردنيا.
أخذ هو الآخر يعتذر عما بدر منه من سلوك أدى إلى استغضابك أيتها الجميلة، هذه الردفاء التي لا أحبها وأكره سمسميتها ووجهها السبتوي، وتحدث بابكر المسكين عن القيم والأخلاق السامية والتي لا تمس، وهو منتعظ المفعال، في ذات اللحظة متخيلا وجهها الصغير المدمع في عطش كوني لا رواء له.
فتململ مايكل أكول في مجلسه وهو يسمع كلمات الخوف تخرج من بين فكي بابكر المسكين المرتجفين وتحت عينيه الزائغتين، غير أن هذا لم يمنعه من الإدلاء بدلوه متحدثا عن بنيات الزمن الشريرات، مشيرا بوضوح خبيث للصبية الردفاء وبطريقة ميتافيزيقية كان يشير إليها هي في ذاتها.
بصق بابكر المسكين سفة الصعوط في الخارج قرب باب الحجرة ونهض خلفه مايكل أكول استأذنا للانصراف، ولكن سيدة المنزل والتي أجلستهما قبل دقائق على العنقريب قربه أصرت على أن يحضرا الغداء معهما، وهو الآن معد وسأحضره حالا فابقيا، خوفا من استثارة غضبها ولأننا - نعلم - لن نجد غداء في أي مكان آخر في الدنيا : أيتها السيدة المعطاءة ملكة بطوننا يا ربة البيت ذات الأدمع البلورية، نحن نحبك ونخاف منك. •••
رقد ثلاثتهم على العنقريب العجوز، وأخرج مايكل أكول من حقيبته مختارات من شعر هنري ميشو، وعندما هم بقراءة قصيدة ريشة تحدث عن الشاعر مارول مارول، ثم طلب من بابكر المسكين قراءة قصيدة
Неизвестная страница