Исламская империя и священные места
الإمبراطورية الإسلامية والأماكن المقدسة
Жанры
ثم لا يكون هذا كله رهنا بإرادة رجل يوجهه، فإذا مات الرجل تضاءل النشاط وذوت مظاهره، بل كان ذلك قائما بذاته، حيا بحياة الجماعة المستظلة بعلم الحرية العقلية، باقيا ما بقيت هذه الحرية تغذيه وتجري بواعث الحياة فيه.
والعالم بأسره يتمخض اليوم عن حضارة عالمية عامة، تشمل العالم كله في كل أرجائه وأقطاره، ولا سبيل لهذه الحضارة أن تقوم وتزدهر إلا أن تظل الحرية العقلية العالم بأسره، وأن يتعاون الناس من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب في ظلال هذه الحرية لإقامة هذه الحضارة وتثبيت أركانها. وما كان دين من الأديان، ولا كانت عقيدة من العقائد، لتحول دون هذا التعاون؛ فالأديان كلها أساسها الحق والخير، وكل حضارة تقوم ويرجى لها البقاء لا يمكن أن تقوم أو تبقى إلا على أساس من الحق والخير.
الفصل الثالث
الإسلام والتحرر من العوز
(1) الإسلام والحرية الاقتصادية
أبنت أن مقررات الإسلام لا تنفي حرية الاعتقاد، وتؤيد حرية الرأي. وحرية الاعتقاد وحرية الرأي مبدآن من مبادئ الحرية الأربعة التي نص عليها ميثاق الأطلنطي، أما المبدآن الآخران فهما تحرير الناس من العوز، وتحريرهم من الخوف.
فهل تؤيد مقررات الإسلام هذين المبدأين كذلك؟ وإن كانت هذه المقررات تؤيدهما، فهل هذا التأييد مطلق أم محدود؟
وقبل أن أجيب على هذين السؤالين، أود أن أوضح المفهوم من عبارة «التحرر من العوز» و«التحرر من الخوف» وهذا التوضيح يقتضي بعض الرجعة إلى الماضي، والتذكير لما كان فيه.
وأبدأ بالكلام عن التحرر من العوز:
فقد كان مبدأ الحرية الاقتصادية سائدا في القرن التاسع عشر على نحو يكاد يكون مطلقا، وكان مذهب الفردية يعبر عن هذه الحرية الاقتصادية تعبيرا حل من نفوس الناس - مدى قرن كامل - محل الإيمان.
Неизвестная страница