Исламская империя и священные места
الإمبراطورية الإسلامية والأماكن المقدسة
Жанры
فإذا استطاع أمير المؤمنين من بعد أن ينكل بمنافسه وأن يقضي عليه فبها، وإلا تنافس ذوو السلطان وأذاقوا الأمة ألوانا من التضحية لمجدهم الذاتي لا لمجد الأمة، ولا لمجد الإسلام. بذلك عم الانتقاض أنحاء العالم الإسلامي، وبدأ التدهور الذي انتهى إليه هذا التطور.
وكان من أثر هذا التدهور أن زالت فكرة الإمبراطورية الروحية التي تربط المسلمين جميعا بآصرة التقوى والإيمان بالله وحده، وإنكار الخضوع لغير الله، فصارت الإمبراطورية الإسلامية في طور الإمبراطوريات المتداعية الركن المهيضة الجناح. وكيف لأمة أو لإمبراطورية أن تقاوم التدهور والانحلال، إذا غاص ماء الحياة من مثلها الأعلى وأصبحت لا تعرف التضامن ولا تعرف الاعتصام بحبل الله، بل صارت إلى مثل مصير الحيوان، لا هم له إلا أن يلتمس كل فرد من أفرادها الرزق لنفسه، والقضاء على أخيه.
وأنت ترى هذه الظاهرات كلها واضحة، إذا تتبعت تاريخ الأمم الإسلامية منذ منتصف العهد العباسي، بل إنك لترى مقدماتها تستشري في كيان الأمة قبل ذلك ومنذ بداية العهد الأموي، بل منذ قتل أبو لؤلؤة عمر، ومنذ انتهت المؤامرة التي دبرت بقتل عثمان. صحيح أن هذه المقدمات لم يبد أثرها إلا بعد قرنين أو ثلاثة قرون من قيام الإسلام، لكنها مع ذلك هي المقدمات التي أنتجت ما نلمسه من أثر في حياة الأمم الإسلامية منذ منتصف العهد العباسي.
التنافس والتطاحن
وأنت تتلو في القرآن:
إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم
وتتلو:
واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ،
ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم
وتتلو في الحديث: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا.» مع ذلك ترى في تاريخ الأمم الإسلامية منذ مئات السنين من أسباب التنافس - بل التطاحن - ما لا يتفق في شيء مع هذه المعاني السامية، كم من أمير أو ملك في أمة إسلامية تحالف مع الصليبين أو مع التتار ليكون وإياهم ألبا على غيره من ملوك المسلمين وأمرائهم!
Неизвестная страница