قال: إن الله تبارك وتعالى سمى من لم يتبع رسوله في ولاية وصيه منافقين، وجعل من جحد وصيه إمامته كمن جحد محمدا وأنزل بذلك قرآنا، فقال: "يا محمد إذا جاءك بولاية وصيك قالوا نشهد أنك لرسول الله والله يعلم أنك لرسوله والله يشهد أن المنافقين بولاية علي لكاذبون. اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله (والسبيل هو الوصي) إنهم ساء ما كانوا يعملون. ذلك بأنهم آمنوا برسالتك وكفروا بولاية وصيك { فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون }(¬1)".
قلت: ما معنى "لا يفقهون" ؟
قال: يقول: لا يعقلون بنبوتك.
قلت: "وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله".
قال: وإذا قيل لهم: ارجعوا إلى ولاية علي يستغفر لكم النبي من ذنوبكم { لووا رؤوسهم } قال: { ورأيتهم يصدون } عن ولاية علي { وهم مستكبرون } عليه، ثم عطف القول من الله بمعرفته بهم فقال: { سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين } يقول: الظالمين لوصيك.
قلت: { أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم }(¬2).
قال: إن الله ضرب مثل من حاد عن ولاية علي كمن يمشي على وجهه لا يهتدي لأمره وجعل من تبعه سويا على صراط مستقيم، والصراط المستقيم أمير المؤمنين عليه السلام.
قال: قلت: قوله: { إنه لقول رسول كريم }.
قال: يعني جبرئيل عن الله في ولاية علي.
قال: قلت: { وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون }.
Страница 5