فهي مقام الباء في الحروف السامية، وموقعها موقع هذه أي ثانية في الحروف، فكما عبر اليونان بها عن بائنا لخلو لغتهم منها يجب أن نعبر عنها بالباء لخلو لغتنا من حرفهم، ويشمل هذا التعريف جميع الألفاظ التي يدخل هذا الحرف بهجائها، وهي كثيرة كباتيا، وبريسا، وبورس وبرياس.
وفيها حرف آخر لا مقابل له في العربية، وهو الباء الفارسية
II
فقد اخترت لها الفاء لقرب مخرجها إليها فقلت: «فريام، وفطرقل، وفوذالير» كما قالوا: فرسيس، وأفلون، وفيداس، ومن معربي القدماء من اختار لهذا الحرف الباء العربية، فقالوا: بطرس بخلاف كثيرين من معربي السريان الذين يقولون: فطرس، فعولت على هذا الوجه إلا حيث وقع تكرار الحرف أو ثقل اللفظ بالفاء، فأرجعته إلى الباء وقلت: «فينبس وبفلغونة، وأولمب» ولم أقل: «فينفس، وأولمف، وففلغونة»
ولا فرق في اليونانية بين الجيم والغين، فيعبر عنهما فيها بحرف واحد
مخرجه بين الغين العربية والجيمين، أي: الجيم المصرية والجيم السورية، فقد اخترت أن أعبر عنها بالغين، فقلت: «غلاطيا، وغرطينة» إلا في أحوال قليلة رأيت فيها الجيم أوقع في الأذن سواء كان مصريا أو سوريا كجيربنيا ومجبيس.
تنافر السين والثاء
والثاء والسين كثيرتان في الألفاظ اليونانية، وقد تجتمعان معا فيشكل على العربي لفظهما إذا كان أولهما ساكنا، ففي مثل هذا قلبت الثاء تاء فكتبت أغستين بدل أغسثين، وأثقل من ذلك اللفظ إذا وقعت الثاء بين سينين نحو منسثس فكتبتها منستس، وأما إذا كان الساكن الثاني، فإني أبقيته على حاله لسهولة لفظه إذ لا يصعب مثلا أن يقال ثسطور.
الپاء والڤاء
ومع أني تحاشيت الپاء الفارسية، والڤاء اليونانية في النظم فلم أتحاشهما في الشرح، فالعربية واليونانية لغتان قديمتان، وللنقلة فيهما أوضاع رأيت أن لا أتعداها في الشعر إلا فيما لم يطرقوا بابه رغبة في استبقاء الصبغة الفطرية على حالها، وأما الشرح فهو بلسان عصري، وقد اضطررت فيه إلى إيراد أعلام قديمة وحديثة وقع فيهما هذان الحرفان، فأبقيتهما على حالهما؛ دفعا للبس كما يفعلون مثلا في اليونانية الحديثة إذا أوردوا علما إفرنجيا أحد حروفه الباء، وهي ليست موجودة في لغتهم فيعبرون عنه بحرفين
Неизвестная страница