Бог подает в отставку на саммите
الإله يقدم استقالته في اجتماع القمة
Жанры
الله أو «الرب»: شيخ وقور جدا في الستين من العمر، شعره أبيض لحيته طويلة بيضاء، بشرته بيضاء، ملابسه واسعة بيضاء، لا يتحرك إلا قليلا من مكانه الذي يشبه كرسي العرش العظيم، يظهر من وراء ستارة خفيفة شفافة كالدخان بحيث لا نراه جيدا، وصوته منخفض شديد الوقار والبطء، لا يحرك رأسه إلا نادرا بإيماءة خفيفة أو يده يرفعها بكبرياء عظيم، وقد يغضب بشدة.
المسرحية
المشهد الأول (المسرح مظلم تماما، صحراء واسعة، سيدنا موسى عليه السلام يمشي في الظلمة، يظهر الضوء عليه بالتدريج، يبدو عليه الإعياء والقلق، ظهره محني قليلا كأنما يحمل فوق جسده عبئا ثقيلا، يتوقف يتلفت حوله كأنما فقد معالم الطريق، يجلس ليستريح فوق صخرة رملية، يفتح كيسا به كتاب التوراة وخبز مقدد وجبن ، يمضغ على مهل ويخاطب نفسه، بين يديه كتاب التوراة.)
سيدنا موسى :
مضى وقت طويل منذ التقيت به فوق جبل سيناء، وقد امتثلت أنا وقومي لأوامره بالحرف؛ كلمته في التوراة أصبحت هي العليا، قال لنا: اقطعوا غرلة الذكر، قطعناها. قال لنا: اقتلوا أهل كنعان وفلسطين وخذوا الأرض، قتلناهم وأخذنا الأرض. قال لنا: ارجموا الزانية، رجمناها. قال لنا: أنا الرب الأعلى مالك السموات والأرض ولا شريك له، وإن كان هو معبودكم المقدس العجل، قلنا له سمعا وطاعة، وحطمنا العجل. قال لنا: أنتم شعبي المختار الوحيد بين شعوب الأرض، قلنا: وأنت ربنا المختار الوحيد بين الآلهة. (يقرقش سيدنا موسى قطعة الخبز المقدد، يبتلع قليلا من الماء من قربة مصنوعة من جلد الماعز، يواصل حديثه لنفسه.)
سيدنا موسى :
مضى وقت طويل طويل منذ التقيت بك يا رب فوق جبل سيناء. هذا الجبل المقدس جزء من أرضنا الموعودة، أليس كذلك يا رب؟ ألم تقل لنا في التوراة يا رب: إن أرضكم الموعودة تمتد من النيل إلى الفرات؟ لقد وفينا بعهدنا لك؛ قطعنا غرلة الذكر، جميع رجالنا تجرى لهم عمليات الختان بالقانون، لا أحد يفلت مهما اشتدت الحملات الطبية ضد هذه العملية الضارة، لقد ثبت ضررها طبيا يا رب لكننا نتلقى الأوامر منك وليس من البشر الأطباء أو غير الأطباء؛ فأنت معبودنا الوحيد إلى الأبد. وفينا لك العهد، فلماذا لم توفنا بعهدك؟ أين هذه الأرض الموعودة من النيل إلى الفرات؟ حتى جبل سيناء فقدناه، لم يصبح لنا إلا الأرض فلسطين، وهي ليست كل فلسطين، أجزاء منها يا رب يستولي عليها الفلسطينيون تحت اسم تنفيذ قرار الأمم المتحدة، هل يعلو قرار الأمم المتحدة على قرارك يا رب؟ لماذا لا نسمع صوتك؟ أيمكن أن ألقاك يا رب كما لقيتك من قبل؟ أنا بحاجة إليك، فقد أوفدني قومي إليك وأخشى أن يعلنوا العصيان عليك ويعودوا إلى العجل الذهبي، إنهم يحبون الذهب يا سيدي، ويقولون بالذهب نأخذ ما نريد، ولا نأخذ منك أنت وربك الأعلى إلا الكلام!
لا تؤاخذهم يا رب واغفر لهم . (يواصل سيدنا موسى قرقشة الخبز، يتطلع بعينيه الكليلتين إلى السماء، إلى قمة جبل عال غارق في الظلام والدخان الأسود، يتحرك من وراء الدخان شبح ضخم غامض الملامح، السماء تزمجر بالرعد والبرق، تهبط بعض الأمطار الخفيفة، يلجأ سيدنا موسى إلى كهف مظلم، يرقد داخله يتطلع إلى السماء، يواصل حديثه.)
سيدنا موسى :
أعرف يا رب أنك غاضب على قومك بني إسرائيل، لقد وقعوا تحت قبضة إبليس، إنه يوسوس لهم بالسلام، يقول لهم أعطوا الأرض مقابل السلام، هل هذا الكلام؟ إبليس وأنت تعرفه يا رب، إنه لا يؤمن بكلامك، يقول للناس إنك أنت الذي أمرت بهذه المذابح البشرية من أجل الأرض الموعودة، وأصبحت الناس تنصت لوسوسة إبليس، لقد تعبوا يا رب من الحروب المتتالية منذ إنشاء دولة إسرائيل، إنهم مستعدون للانسحاب من بعض المدن الصغيرة في الضفة الغربية مقابل السلام، لكن لا يزال بين قومي رجال مخلصون لك حافظون لعهدك، ومنهم ابنك البار بينامين، أعطاه أبوه نتانياهو اسم النبي بنيامين ليكون مخلصا لقومه إخلاص الأنبياء؛ أي الاستعداد لقتل البشر جميعا من أجل تنفيذ كلمة الرب. إن كلمتك هي العليا، نحن نطيعك يا رب ونتلقى منك الأوامر، وليس من الأمم المتحدة أو أي أحد من البشر، وإن كان رئيس الولايات المتحدة بيل كلينتون! (تهدأ السماء قليلا، وفي الطريق البعيد في الطرف الآخر من المسرح، يظهر سيدنا عيسى عليه السلام، يتقدم بخطوات الشاب الممشوق المملوء شوقا لمقابلة أبيه «الرب الأعلى» بعد طول غياب، يتطلع نحو الجبل العالي الغارق في الظلمة والدخان وشبورة رمادية شبه سوداء، يتوقف قليلا شاخصا بوجهه نحو السماء، يحمل في يده اليسرى كتاب الإنجيل، يده اليسرى مرفوعة نحو أبيه فوق الجبل.)
Неизвестная страница