انتهى الحلم، وأفقت على أصوات من بعيد وخيالات تتحرك أمامي وصوت ينادي اسمي أعرفه جيدا ولكني لا أتذكر صوت من هذا، حتى أفقت تماما، فوجدت نادر وسليم بجواري، وابتسم لي نادر وقال: حمد الله على سلامتك. - الله يسلمك.
فقال سليم: إنتي كويسة؟ - أه يا حبيبي ماتخافش، بس دماغي تقيلة.
فقال نادر: امشي انت النهاردة، وأنا نباطشي معاها وهاطمنك عليها.
خلال عدة أيام تحسنت حالتي كثيرا، وسمحوا لي بالخروج بعد أن تلقينا جميعا ومعنا نادر توبيخا من والدتي. على إخفاء موعد العملية عنها، فقلت لها وأنا أقبل يدها: كلنا كنا خايفين عليكي من التوتر وانتي ضغطك عالي، ماتزعليش حقك علي. - مش زعلانة يا حبيبتي، الحمد لله إنك قمتي بالسلامة.
حان موعد خروجي وجاء دكتور إيهاب للاطمئنان علي وقال: هناخد الأدوية بانتظام، وأي شكوى تكلميني أنا أو نادر على طول، وممنوع أي مجهود أو انفعال. - حاضر يا دكتور وشكرا على تعبكم، بس هاعرف نتيجة العينة امتى؟ - أول ماتظهر هنكلمك.
ميلاد جديد
لم يتوقف نادر عن زيارتنا أو التحدث إلي هاتفيا بحجة الاطمئنان علي، وكانت المحادثات بيننا تدور حول كل ما يخصنا، هواياتنا وطفولتنا ومشاكلنا، فخلال فترة بسيطة صرنا أصدقاء ونعرف عن بعضنا كل شيء. كنت أشعر معه بالراحة، ولا أخاف منه ولا أتكلف وأنا أتحدث معه، استمعت منه لأحلامه وطموحاته، وعرفت كم نحن متشابهون؛ فهو مثلي يخشى التعلق والفقد. جاء نادر ذات ليلة مع سليم لبيتنا وقال لأمي: أنا جاي النهاردة لسببين؛ الأول أبشركم إن نتيجة العينة كويسة ومافيش فيها حاجة.
قالت أمي: عينة إيه؟ - التجمع الدموي، كان لازم نفحصه ونتأكد إنه ماعملش ورم. - الحمد لله.
فقال سليم بخبث: والسبب التاني أكيد عوز حلاوة الخبر دا عشرين جنيه.
فقال نادر متلعثما: هو ... أنا ... عاوز حاجة تانية غير العشرين جنيه.
Неизвестная страница