من قبلها، وهذه صورة ما أنتم عليه . فأما ما احتججتم به من قوله لا شريك له : ( فبشر عباده الذين يستمعون القول فيتبعون آحسنه أولئك الذين 6 كداهم الله 623 ، فلم يقل عز وجل إن استحسانهم ذلك، كان من ذات أنفسهم ، وبرأيهم واستحسانهم ، وإنما أخبر أنهم اتبعوا الحسن ، بهدايته إياهم ، وهو قوله الذي (لا يإسيه الباطل من بين يديد ولا منء تخلفد )9 ، كما وصفه بذلك جل ذكره ، وفى هذا بلاغ من الحجة عليهم . ولكنا نقول لهم «أرأيتم الاستحسان الذي زعمتم أنه حجة عندكم ، وجعلتموه أصلا لقولكم ، اليس هو ما حسن فى أعينكم وقلوبكم 2 ، فن قولهم «نعم ، ، فيقال لهم «ما حجتكم على من خالفكم ، إذا استحسن ضد ما استحسنتموه ، فقال بخلاف ما قلتموه ? وهل تدعون لأنغسكم (4645) فى ذلك حالة إلا جان لخصمكم دعوى مثلها لنفسه ، فإن دفعتموهاء فيما نازعكم فيه ، بلا حجة ولا برهان لكم عليه كابرتموه ، وإن سلتم له ما أوجبتموه لأنفكم ، أوجبتم فى الشيء الواحد أنه حلال حرام ، إذ كنتم قد استحسنتم تحليله أو تحريمه ، واستحسن غيركم خلاف ذلك، وحجته6 فى خلافكم
Страница 180